تعتبر الحصبة، أو ما يطلق عليه عندنا ب 'البوحمرون ''، مرضا فيروسيا معديا يصيب الأطفال، ويتسبب لهم في مضاعفات صحية قد تكون خطيرة في بعض الأحيان. وقد أكد علماء ألمان أن سبب العدوى القوية للداء، هو أن الفيروس المسبب لها ينتشر في الوسط المحيط بالمصابين، انطلاقا من قصبتهم الهوائية ويصل للآخرين عبر التنفس، ويموت نحو 120 ألف شخص سنويا على مستوى العالم بسبب عواقب الإصابة بالحصبة، حيث بلغ عدد الوفيات في ألمانيا العام الماضي 780 حالة، ووصل هذا العام إلى أكثر من 1500 حالة وفاة. وقد أكد علماء ألمان أنه لم يتم، لحد اليوم، اكتشاف كيفية انتقال الفيروس للجسم، وكان من الواضح لهم أن الفيروسات تنتقل عبر قناة معينة إلى خلايا في الجهاز التنفسي، وأن هذه الخلايا المحملة بالفيروس تمر عبر الغدد الليمفاوية إلى الأعضاء، لكنهم لم يتوصلوا إلى معرفة كيفية عودة الفيروسات إلى طريق التنفس وكيف تجد طريقها إلى الخارج، وهو ما كشف عنه مؤخرا فريق من الباحثين من أميركا وكندا وسنغافورة وفرنسا، وذلك بعثورهم على ما يعرف ببروتين شبه غشائي يسمى ''نيكتين ,''4 وهو البروتين الذي اعتبروه مسؤولا عن نقل الفيروس إلى طريق التنفس لدى المريض. وقد توقع ذات الباحثين أن يساهم هذا الكشف في تحسين استخدام فيروسات الحصبة في علاج داء السرطان، حيث تبين، في دراسات سابقة، أن هذه الفيروسات تقلص الأورام السرطانية، إذ تؤدي إلى مقتل خلايا الورم من خلال التكاثر فيه، وهو ما يزيد من نسب الشفاء من داء السرطان.