أكد البروفيسور جمال الدين نيبوش، الرئيس الشرفي للجمعية الجزائرية لطب القلب، أن جزائريا واحدا من أصل أربعة، يتوفى بسبب مضاعفات في أمراض القلب التي باتت تحصد أرواح الجزائريين أكثر مما تحصده مختلف أمراض السرطان وما تخلفه الطرقات يوميا من ضحايا. شهدت فعاليات المؤتمر الدولي الخاص بأمراض القلب، الذي احتضنه فندق الهيلتون بالجزائر العاصمة من 17 إلى 19 نوفمبر الحالي، مشاركة معتبرة من قبل مختصين في أمراض القلب وكذا داء ارتفاع الضغط الشرياني، الذين دقوا ناقوس الخطر حول الارتفاع المخيف لأمراض القلب بالجزائر. وفي هذا الشأن، أكد البروفيسور خير الدين مرّاد بودية، رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن وفيات أمراض القلب بالجزائر تجاوزت بكثير وفيات داء السرطان، مشيرا إلى أنه تم تجاوز الخطوط الحمراء، ليرجع السبب الرئيسي إلى تغير نمط المعيشة في بلادنا، الذي بات يعتمد على الأكلات الخفيفة المشبعة بالدهون، ناهيك عن عدم ممارسة أي نشاط رياضي. ومن جهته، أضاف البروفيسور سليم بن خدة، رئيس الجمعية الجزائرية لارتفاع الضغط الشرياني، أنه إذا أخذنا في الحسبان أن 35 بالمائة من الجزائريين مصابون بداء ارتفاع الضغط الشرياني، فإن إصابتهم بأمراض القلب مرجحة جدا، مشيرا إلى أن كل عوامل الخطورة الممثلة في إصابة الجزائري بأحد الأمراض المزمنة، مثل السكري، ناهيك عن السمنة التي باتت تسجل عند نسبة معتبرة من الجزائريين، من شأنها أن تؤدي إلى انسداد الشرايين على مستوى القلب، الذي يتسبب بدوره في الموت الفجائي أو احتشاء العضلة القلبية. وتابع بن خدة موضحا بأن ''الحل يكمن في الوقاية الممثلة في ممارسة الرياضة وتحسين الغذاء، بالتقليل من السكريات ذات الامتصاص السريع والدهنيات والملح، واعتماد سياسة رشيدة من قبل الدولة بحماية المستهلك الصغير، مثل ما انتهجته أوروبا بمنع المشروبات الغازية في المؤسسات التربوية''. من جانبه، أكد البروفيسور جمال الدين نيبوش، الرئيس الشرفي للجمعية الجزائرية لطب القلب، أن القلق الذي بات يميز يوميات الجزائريين، يعتبر أحد أهم العوامل المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب القاتلة.