الوزير حوحو ليس صهري يبقى بوزيد محيوز واحدا من اللاعبين الأكثر تتويجاً مع مولودية الجزائر إلى جانب زميله سابقا في الفريق عبد الوهاب زنير، حيث تمكّن طيلة 16 سنة في الفريق من حصد 12 لقبا بين البطولة، والكأس واللقب الإفريقي وبطولة المغرب العربي مرتين. محيوز الذي كان القلب نابض للفريق ومتعدد المناصب لم ينل حقه إعلاميا عكس النجوم الذين تقمصوا ألوان مولودية الجزائر، رغم أنه أكد أنه منح كل شيء للفريق ولم ينل سوى محبة الأنصار فقط. ''خباطو اكتشفني وهو وراء تألقي مع العميد'' في البداية قال محيوز بأنه بدأ مداعبة الكرة في نادي مستشفى بني مسوس الذي كان ينشط في القسم الوطني الثاني، حيث ''أعجب المدرّب إسماعيل خباطو بأدائي في اللقاء الودي الذي جرى عام 1968 وانتدبني إلى المولودية التي كانت بدايتي معها عام 1969 وعمري لم يتجاوز 17 سنة، حيث كان لي الشرف للعب إلى جانب سي شايب وعواج وطاهير، وواجهنا اتحاد عنابة وفزنا بثلاثية مقابل واحد''، مضيفا ''استمرت المغامرة مع الفريق إلى غاية ,1984 ثم تحولت إلى أولمبي المدية حيث لعبت موسما واحدا، ثم أكملت مشواري مع شبيبة الأبيار إلى غاية 87 عن عمر يناهز 37 سنة''. 16 سنة في العميد لم أنل أي شيء وبنبرة التحسر قال محيوز إنه طيلة مشواره مع العميد الذي استمر 16 سنة ''لم أنل أي شيء، حتى الشقة التي كان من مفترض أن تمنحها لي سوناطراك في ذلك الوقت لم أتحصل عليها رغم التضحيات والألقاب التي حصدتها مع الفريق طيلة مشوار الذي كان ناجحاً''. أولمبي المدية منحني 12 مليونا في عام 84 اختار محيوز تغيير الأجواء، مشيرا ''لقد عرض علي المدرب والمهاجم سابقا مختار كالام اللعب في أولمبي المدية الذي كان يسعى للعب ورقة الصعود، وكنت بجانب كويسي وأمضيت لمدة موسم واحد ب12 مليونا، وكانت قيمة مالية ضخمة في ذلك الوقت لم يسبق وأن نلتها حتى عندما حققنا اللقب الإفريقي عام 1976 أمام حافيا كوناكري''. كنت مطلوبا في راد ستار الفرنسي والقبائل وبلوزداد أصروا على ضمي وواصل يقول ''في منتصف السبعينيات تلقيت عروضا من فرق فرنسية''، مضيفا ''الفريق الذي أصر على جلبي هو نادي راد ستار الفرنسي الذي كان ينشط في القسم الأول، حيث كان يريدني بكل الطرق، وهذا بعد أن أعجب بفنياتي في اللقاء الودي التحضيري، حيث فزنا عليهم برباعية نظيفة''، مشيرا ''القوانين كانت تمنع الاحتراف قبل سن ال,28 كما تلقيت عرضا من القبائل، وأيضا شباب بلوزداد الذي عرض عليّ مسيروه 5 آلاف دينار كمنحة، لكن كان من الصعب تغيير الأجواء في ظل قيمة المولودية التي كانت تسيطر على البطولة بالطول وبالعرض في بداية السبعينيات''. لم أتجرع إبعادي من مونديال 82 كما كشف محيوز أن بدايته مع المنتخب الوطني كانت في السبعينيات رفقة عدد من النجوم، يتقدمهم ''الفنان'' حسان لالماس، وهدفي رحمه لله، وفرفاني، ووشان. ''وشاركت في أول لقاء أمام منتخب مالطا، قبل أن يتم حل الفريق الوطني في 1973 ثم عدت في 1976 وحققت إنجازات منها ميدالية الألعاب الإفريقية، ومشاركتنا في الألعاب الأولمبية بموسكو، كما شاركت في المباريات المؤهلة لمونديال 82 قبل أن يشطب اسمي رفقة قاسي سعيد دون معرفة الأسباب''. وأوضح بوزيد محيوز ''لحد الآن لم أفهم كيف تم إبعادي رغم أنني كنت دائما صاحب الحلول عند كل المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب في ذلك الوقت بحكم أنني كنت أشغل كل مناصب من دون أي صعوبة لأجد نفسي خارج القائمة، والذين كانوا بدلاء هم الذين ظفروا بتأشيرة التنقل إلى إسبانيا''. لم أكن مسنودا من الوزير حوحو ونفى محيوز علاقته بوزير الشباب والرياضة في ذلك الوقت جمال حوحو، حيث كذب كل الإشاعات التي كانت تؤكد بأنه صهره، مشيرا ''البعض قال إنني كنت ''شوشو'' الوزير، بالعكس لو كان حوحو أحد أقاربي لشاركت في المونديال دون أي مشكلة، واختيار التعداد الذي تنقل إلى إسبانيا تم عن طريق الهاتف في وقت أنني أنا وقاسي سعيد كنا ''نشبعو ضرب'' في ملاعب إفريقيا بحكم أنهم كانوا يلقبوننا ب''كاميكاز''، خاصة في مباراة أمام نيجريا، حيث كنا سنعتزل الكرة بالنظر لما عانيناه في أدغال إفريقيا''. ''خباطو مهندس التتويج ومعريف وبلامان أحسن المسيرين وكنت معجبا بهدفي كما اعتبر محيوز أن المدرب خباطو يبقى أحسن المدربين، وهو الذي قاد العميد إلى نيل الألقاب، مضيفا ''خباطو كان مهندس تتويجنا بكأس إفريقيا للأندية البطلة عام ,1976 كما لا أنسى أن ظريف وبلامان كانا وراء تحقيق الألقاب ودرجة العالمية التي بلغها مولودية الجزائر''، مواصلا القول ''أعتبر أن ميلود هدفي رحمه لله كان لاعبا من طراز عالمي لأنه نادرا ما تجد لاعبا من حجمه، فقد كان أنيقا في أدائه فوق الميدان''. ''هذا ما قاله لي محمود الخطيب..'' كما يرى وسط الميدان العميد بوزيد محيوز أن أحسن مباراة أدّاها في مشواره الكروي كانت أمام الأهلي المصري بملعب 5 جويلية ''عندما فزنا على الأهلي بثلاثية مقابل لا شيء''، مضيفا ''كلفت بمراقبة محمود الخطيب وشل تحركاته، حيث لم أترك له الفرصة حتى ليتنفس، وأتذكر أنه بعد نهاية اللقاء ونحن نتبادل أطراف الحديث بعد إقامة حفل صغير، اعترف بقوة فريقنا وقال لي: أنتم أجدر بالتتويج بالكأس، مؤكدا لي أنني وهو يبتسم ''لقد أرهقتني بتدخلاتك وعدم ترك فرصة لي للتحرك''.