مخلوفي مسؤول عن عدم مشاركة المنتخب الوطني في مونديال 1978 يبقى زوبير باشي واحدا من اللاعبين الذين تركوا بصماتهم في العميد في الثمانينيات. وكان ''الدكتور'' باشي ركيزة وقائد أوركسترا الفريق نحو تحقيق عدّة ألقاب، غير أنه لم ينل كامل فرصته مع المنتخب.. ابن حي الأبيار بأعالي العاصمة، يعود بذاكرته إلى بداياته الكروية وأهم المحطّات في مشواره. تخرج باشي من مدرسة الأبيار قبل أن يتحول إلى مولودية الجزائر في .1962 وأول لقاء له مع الفريق الأول كان عام 1967، ولم يتجاوز 17 سنة. ''بدايتي مع الفريق الأول للعميد كانت أمام أمل عين مليلة'' أول مباراة لباشي كانت أمام أمل عين مليلة، وكان الفريق ينشط في القسم الثاني، مشيرا ''أتذكر أننا تعادلنا بهدف لمثله، حيث كان لي الشرف للّعب إلى جانب النجوم التي كانت في ذلك الوقت، على غرار زرقة، عواج، مترف، وبقيت مع الفريق إلى غاية 1978 بعد عشرة سنوات من العطاء''. ''حوحو لم تعجبه إنجازاتنا فأحالنا على التقاعد'' اعترف الدكتور باشي أن المولودية عام 78 كانت في أوج العطاء، قائلا ''كنا نسيطر بالطول والعرض، ونحصد الألقاب، حتى أننا توجنا بالبطولة والكأس واللقب القاري سنة ''1976، مضيفا ''كان من الصعب على أي ناد إيقافنا، بالنظر إلى الروح الكبيرة والتلاحم الذي كان داخل الفريق بين اللاعبين والمسيرين. ورغم الإنجازات التي بلغت المستوى العالمي عندما شاركنا في دورة كروية حضرها نادي ريال مدريد، فإن أداءنا أدهش الجميع''. وواصل يقول ''عند انتهاء الدورة وعودتنا إلى الجزائر تفاجأنا بهدية جمال حوحو، وزير الشباب والرياضة في ذلك الوقت، حين تم تطبيق القانون بإحالة كل اللاعبين الذين تفوق أعمارهم ال28 سنة على التقاعد، حيث حطّم هذا الوزير نسقا تصاعديا لفريق كان الأفضل في تلك الفترة، وكان أحسن خليفة لشباب بلوزداد الذي كان مسيطرا على البطولة في الستينيات''. ''حتى القوانين حرمتني من الاحتراف في الخارج'' بعد إحالتنا على التقاعد، أتذكر أنني تنقلت إلى بلجيكا، حيث أمضيت في نادي شارلروا، وبقيت لمدة ستة أشهر، وشاركت معهم في عدة مباريات، لكن القوانين الصارمة لوزارة الشباب والرياضة حرمتني من تجديد عقدي، حين اعترضت على انتقالي، ووجدت نفسي مضطرا للعودة إلى الجزائر، وأمضيت في اتحاد الصحة الجزائر، الذي كان قويا سنوات 1980 إلى 1983، قبل العودة إلى الفريق الذي تخرجت منه شبيبة الأبيار، الذي أنهيت معه مشواري الكروي، بعد أن حصدت 9 ألقاب بين البطولة والكأس واللقب القاري ولقبين مغاربيين. ''منحت الدراسة قبل الكرة'' كشف باشي أن عدم تألقه مع المنتخب يعود لتركيزه على الدراسة الجامعية، حيث كان من الصعب التوفيق بين الدراسة والكرة، مشيرا ''اخترت الدراسة قبل أن أتخرج طبيبا، لكن هذا لم يمنعني من الظهور مع المنتخب في بعض المباريات. ويكفيني فخرا أنني لعبت بجانب لاعبين كبار، وأتذكر أن أول لقاء كان عام 1970 ضد نادي سانت إيتيان الفرنسي بنجومه''، مواصلا ''مشواري مع المنتخب الوطني بدأ من 1970، وانتهى بعد ثلاث سنوات، بحكم أنني كان من الصعب التنقل خارج الوطن بحكم التزاماتي في الدراسة''. ''مخلوفي حرمني من المشاركة أمام تونس'' واعتبر باشي أن إقصاء الجزائر من تصفيات كأس العالم التي جرت بالأرجنتين سنة 1978، يتحملها المدرب رشيد مخلوفي، الذي لم يعتمد على بعض لاعبي مولودية الجزائر، بحكم أننا كنا نسيطر بالطول وبالعرض على منافسة البطولة. وقال باشي ''كان يتعيّن على مخلوفي أن يستدعي على الأقل خمسة لاعبين من مولودية الجزائر إلى المنتخب، بالنظر إلى الخبرة والتجربة التي كنا نمتلكها. لأنه بصراحة المنتخب التونسي لم يكن أحسن منا، بل نحن الذين أهدينا له التأهل. وبالتالي لو استنجد مخلوفي ببعض لاعبي مولودية الجزائر، لكنا تأهلنا إلى مونديال 1978 بكل سهولة''. واعتبر باشي بأنه كان يملك فرصة في ذلك الوقت للعودة إلى المنتخب ''بحكم أنني كنت في أوج عطائي، لكن مخلوفي فضّل الاعتماد على نفس اللاعبين الذين حققوا الميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وهو أكبر خطأ وقع فيه مخلوفي''. جهاز تلفزيون و40 ألف دينار نظير التاج القاري فنّد القائد المثالي للمولودية أن يكون لاعبي الفريق، بعد تتويجهم بكأس إفريقيا للأندية البطلة، قد استفادوا من امتيازات في صورة السكن وسيارة فخمة. وقال باشي ''استفدنا من جهاز تلفزيون بالألوان فقط استلمناه في حفل صغير، كما أننا تلقينا منحة من محبي الفريق ونصيبا من مداخيل كل اللقاءات القارية، حيث لم تتجاوز 40 ألف دينار في ذلك الوقت، لكن يجب أن نكون صرحاء، ففي ذلك الوقت لم نكن نفكر في المال، بقدر ما كنا نلعب من أجل ألوان الفريق''. لالماس قدوتي وزيتوني كان أنيقا ولا أنسى مشاكسات كويسي اعترف باشي أنه كان مولعا بصانع ألعاب المنتخب الوطني وشباب بلوزداد، أحسن لالماس، حيث يعتبره واحدا من أكبر اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية، وبأنه قدوته. وأضاف باشي بأن لالماس كان قادرا أن يسجل في أي توقيت من المباراة، وبأنه كان قادرا أيضا على تغيير مجريات اللقاء بلمسة واحدة للكرة. وقال ''عندما لعبت إلى جانبه في المنتخب الوطني لم أصدق أنني أمام العملاق الذي يملك كل مؤهلات اللاعب الكبير، كما أنني كنت معجبا بالمحترف السابق لعصره مصطفى زينوني الذي لعب في القبة، وكان من الصعب أن تنفلت منه لأنه لاعب من طينة الكبار في ذلك الوقت''. وواصل يقول ''اللاعب الوحيد الذي كان يقلقني فوق الميدان يبقى مصطفى كويسي، الذي كان يستعمل الحيلة في إيقافي بلمس قميصي. حتى الحكم كان يجد صعوبة في إشهار بطاقات في وجهه، لأنه كان ''حيلي'' لدرجة كبيرة''. بتروني صديق العمر وظريف أحسن رئيس يعتبر بتروني عمر صديق العمر لزبير باشي، بحكم أنهما زاولا دراستهما معا بثانوية عمارة رشيد بن عكنون بالجزائر العاصمة. ولعب باشي وبتروني في نفس الفريق، واعتزلا في نفس العام، حيث يعتبره أخا وصديقا. كما يرى باشي بأن مولودية الجزائر لن تجد رئيسا بحجم عبد القادر ظريف ''الذي كان له الفضل في الألقاب التي حصلنا عليها في الفترة الذهبية للمولودية، ولن أنسى اللّقب الأول الذي تحقق أمام اتحاد الجزائر عام 1970 بملعب 20 أوت 1955 بالعناصر، لكوني ساهمت رفقة عمر بتروني في التتويج بأول لقب للمولودية''.