استمتع عشاق الركح بسكيكدة، مساء أول أمس، بمسرحية ''وحوش.كوم'' للمسرح الجهوي لبجاية، المعروضة في إطار الأسبوع الثقافي لولاية بجاية في سكيكدة. وعالجت المسرحية التي كتب نصها وأخرجها عمر فطموش، ظاهرة بيع الأعضاء البشرية لأسباب مادية بحتة، حيث فضّل معالجة الموضوع الغريب عن المجتمع الجزائري في قالب هزلي، لكنه ذا معان بعيدة. تدور المسرحية في عيادة طبية متواجدة بحي الياسمين، وتابعة لأحد الخواص الذي اختص في المتاجرة بأعضاء الآدميين، الأموات والأحياء، بالتعاون مع حفار، حيث تسقط العاشقة مريم في شباك هذه العصابة، وتتقدم إلى سي الوردي صاحب العيادة الذي يبحث لها عن زوج عبر الجرائد، لكنها تسقط في حب طبيبها الذي يحوّلها إلى خادمة، بعدما يكتشف بأن جسدها مشوّه بعد أن أحرقها ابن عمها، لأنها رفضت الزواج منه. وهنا، يقترح عليه علاجها مقابل بعض أعضائها، غير أنه يعرض عليها أن تشاركه المؤامرة، لتكتشف بعدها هول الكارثة وسر الطبيب وحفار القبور، الأمر الذي لم تهضمه، لكن دون أن تفعل شيئا. أما اللوحة الأخيرة من المسرحية، فقد تطرقت إلى قضية ''النيف'' والكرامة، حيث يأتي الحفار بعدد من ''أنوف'' أهل المدينة الذين قاموا بقطعها ووضعوا على وجوههم قطعة قماش، لأنه لم يعد هناك شهم في المدينة سوى النساء، ليبلغ الأمر بحفار القبور أن يريد قتل رضيع تنقذه مريم، وهذا في إشارة إلى ما كان يتعرض له الأطفال السنوات الماضية، إذ يختطفون من أجل نزع كليتهم.