ومن تمثيل جوهرة – حسن عزيزني – ورشيد معامرية . و يدور نصها حول مريم شابة باحثة عن الحب والاستقرار، تدخل عيادة الطبيب حسان ذات يوم مدعية أنه زوجها الذي عرفته عبر المراسلة لعلها تظفر برضاه ليخلصها من تشوهات في جسدها، وسرعان ما اكتشفت سوداوية المصير الذي أوقعت نفسها فيه حين عرفت أن الطبيب يعمل مع صديقه حفار القبور على جلب الأموات من المقبرة واستئصال أعضائهم وبيعها بأثمان خيالية بعد أن باعها أصحابها لهما قبل الموت للاستفادة من ريعها في شؤون الحياة بسبب الفقر.وهكذا تضطر المسكينة إلى أن تصبح شريكة لهما رغما عنها . المسرحية التي تفاعل معها جمهور ورقلة كثيرا ، تحاول و بأسلوب تراجي كوميدي أن تعري الزيف الإنساني والسقوط الحر الذي عرفته القيم في مجتمع بات مستعدا لبيع كل شيء بسبب تردي إنسانيته من جهة وتحت ضغط الفقر والحاجة والقهر من جهة أخرى ، هي فلسفة الموت الذي يطلبه صاحبه طمعا في حياة أفضل بعد أن سحقت أقدام المادة والظلم الاجتماعي كرامة الإنسان وأفقدته شعوره بإنسانيته. وقد صرح الممثل حسن عزيزني للنهار بعد نهاية العرض أن العمل يهدف إلى التنبيه إلى ظاهرة بيع الأعضاء وسرقة الأطفال في زمن صار فيه كل شيء معروضا للبيع، وأنه سعيد جدا بمشاركته هذه في عاصمة الواحات ورقلة. للإشارة المسرحية عرضت 200 مرة عبر مسارح الوطن ونالت جائزة أحسن نص في أيام المسرح المحترف بسطيف سنة 2006. ويدخل تقديمها بورقلة في إطار سلسلة العروض التي برمجت في إطار البرنامج الذي شرع فيه بمناسبة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية ، وهو ما سمح للجمهور المحلي بمشاهدة عدد هام من العروض المسرحية للمسرح الوطني والمسارح الجهوية بعد أن كان محروما منها في السابق.