كسر المخرج الأمريكي، أوليفر ستون، في الفيلمولوجيا التي خصصها لفيدال كاسترو بعنوان ''القائد''، الصورة النمطية التي تقدمها المؤسسة السياسية الأمريكية عن الزعيم الكوبي، وكشف أسرار العداء المتبادل بين الطرفين منذ قيام الثورة الكوبية. يتمحور موضوع فيلموغرافيا ''القائد''، الذي عرض أول أمس بقاعة متحف السينما بالجزائر العاصمة ضمن فعاليات ''أيام الفيلم الملتزم''، حول الزعيم الكوبي الشهير فيدال كاسترو، وعلاقته بالولايات المتحدةالأمريكية. وتبدأ من لقاء ستون بكاسترو بقصر الثورة في العاصمة الكوبية هافانا، للحديث عن تاريخ الثورة وعن إنجازاتها، ثم يسلط الضوء على قائد هذه الثورة، من جانب إنساني. وينطلق عمل أوليفر ستون الذي أنجزه سنة 2003 بعرض التعليقات التي كان يبثها التلفزيون الأمريكي سنة 1959 مع انتصار الثورة الكوبية وإطاحتها بالديكتاتور ''فولجينسيو باتيستا''، حليف البيت الأبيض في واشنطن. وندرك منذ البدء أن المخرج يوجه المشاهد نحو الصورة النمطية التي اعتاد الإعلام الأمريكي على تقديمها بخصوص كاسترو، كخطوة أولى في اتجاه تقديم صورة مغايرة عن كاسترو الإنسان، والمختلف. ونتعرف في ''القائد'' على تصور كاسترو للثورة، وهي النقطة التي أثارت غضب القادة الأمريكيين على مدى سنوات، وقال كاسترو خلال الشهادة التي قدمها لأوليفر ستون: ''الثورة هي مجرد حركة إصلاحية، وليس هناك من سبب يدعو الأمريكان لمعاداتنا.. نحن لا نضمر الشر لهم. لكن هناك مشكلة الحكومة التي تسيطر على الشعب الأمريكي سيطرة كاملة، إذ يكفي أن تقول إن ''كاسترو'' شيوعي لتضمن عداء الشعب له.. هناك جملة مقدسة يقولها كافة الرؤساء الأمريكيين: إن كاسترو خطر على الأمن القومي.. حين تقال هذه الجملة تحديداً، يصاب الشعب الأمريكي بحمى وهستيريا''. بعد هذا التصريح، يقدم أوليفر ستون صورا تلفزيونية عديدة لزعماء أمريكا، وهم الرؤساء كينيدي، نيكسون، ريغان، بوش الأب، كلينتون وبوش الابن، وهم يرددون نفس الجملة التي قالها كاسترو، وهي أن هذا الأخير يشكل ''خطرا على الأمن القومي الأمريكي''.