يعيش موظفو مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر حالة ترقب هذه الأيام، في انتظار ما سيقرره وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار بشأن الملف الثقيل الذي استلمه قبل أيام من قبل لجنة تحقيق قام بتشكيلها شهر جوان المنصرم، ويخص المخالفات والتلاعبات المسجلة في توزيع أموال الصندوق الولائي لتطوير ممارسة الرياضة ونشاطات الشباب والمخصص لتمويل نشاطات مختلف الرابطات والجمعيات الرياضية لولاية الجزائر. مليار و200 مليون لرابطة ''البادمينتون'' كشفت وثيقة تحصلت عليها ''الخبر''، والخاصة بطريقة تقسيم وتوزيع المساعدات الموجهة لمختلف الرابطات الرياضية ورابطات الرياضات الجوارية التابعة لولاية الجزائر عن تفاوت لافت في قيمة المساعدات الموجهة لهذه الرابطات من دون احترام المعايير المذكورة أعلاه في صورة ما هو الحال مع رابطة الكرة الطائرة التي استلمت مبلغ مليار و100 مليون، ورابطة المبارزة التي استلمت مبلغ 900 مليون سنتيم، والأدهى كان حصول رابطة رياضة ''البادمينتون''، المغمورة جدا، على مبلغ مليار و200 مليون سنتيم، بالمقابل نجد رابطات أخرى أكثر أهمية، وتملك قاعدة ممارسة أهم، تحصل على مساعدات أقل أهمية بكثير، كما هو الحال مع رابطة كرة اليد التي تحصلت على 600 مليون سنتيم، وألعاب القوى على 450 مليون سنتيم لا غير. جمع بين الوظائف وتعدٍ على القانون ويؤكد مصدرنا أن هذا الخلل الواضح في توزيع مساعدات الصندوق الولائي على الرابطات الرياضية ليس بريئا، ويفسر أساسا بتواجد موظفين في مديرية الشباب والرياضة مقربين جدا، أو حتى أعضاء في لجنة الرياضة المخول لها تحديد وتوزيع مساعدات الصندوق على رأس هذه الرابطات، في صورة رئيس رابطة ''البادمينتون'' الذي يدير قاعة الأبيار، أو رئيس رابطة الكرة الطائرة الذي يدير قاعة واد السمار، وهو ما يعد أول خرق للقانون الذي يمنع الجمع بين الوظيفتين. ويشدد مصدرنا أن العلاقة المميزة جدا بين هؤلاء وبين زملائهم في لجنة الرياضة، هو الذي يفسر كيف لرابطة مثل ''البادمنتون'' التي يجهل أغلب الجزائريون ماهيتها، ولا تضم أكثر من 100 منخرط، يسرح لها مبلغ 2, 1 مليار. 70 مليون سنتيم لبلوزداد و780 مليون سنتيم لعين البنيان ولا يختلف المشهد بالنسبة للرابطات الجوارية لولاية الجزائر عنه في الرابطات الرياضية، حيث تكشف الوثيقة التي تحصلت عليها ''الخبر'' عن تفاوت مثير للاهتمام وأكبر في توزيع الإعانات على هذه الرابطات، التي أوكلت لها مهمة تدعيم النشاطات الجوارية، على غرار تنظيم دورات كروية ما بين الأحياء. ففي الوقت الذي تحصلت فيه الرابطة الجوارية لبلدية بلوزداد التي تشمل أحياء عريقة ومكتظة بالسكان على مبلغ 70 مليون سنتيم فقط، استلمت الرابطة الجوارية لبلدية عين البنيان مبلغ 780 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي ارتفع لأكثر من مليار بعد المساعدة الإضافية التي تضمنتها الميزانية التكميلية. هذا التفاوت لم يكن بريئا بدوره، بل يعود بالأساس، كما يؤكد مصدرنا لعلاقة ''مشبوهة'' بين رئيس هذه الرابطة وأعضاء في لجنة الرياضة، التي لا تتردد في المصادقة على فواتير مضخمة وغير منطقية لهذه الرابطة، في صورة مصادقتها على اقتناء هذه الرابطة لتذاكر سفر إلى فرنسا على أساس المشاركة في تظاهرات رياضية لم تجر أصلا. تهميش ل''الراما'' وطليعة باب الواد ودعم مفضوح لجمعيات مثل ''ساحل نوتيك'' ويحفز هذا التلاعب في أموال الصندوق العديد من موظفي مديرية الشباب والرياضة لتأسيس أو رعاية جمعيات رياضية لا تقدم أي منفعة، في صورة جمعية ''ساحل نوتيك'' بالأبيار للألواح الشراعية، التي يرعاها أحد الأعضاء البارزين في مصلحة الرياضة لمديرية الشباب والرياضة، حيث استفادت من مبلغ 500 مليون سنتيم، من أموال الصندوق سنويا، في وقت أن جمعيات عريقة جدا مثل جمعية ''الراما'' بالمرادية، وطليعة باب الواد، والنادي الرياضي للحمامات، تحصلت على مساعدات متواضعة جدا مقارنة بجمعيات مجهرية مثل ساحل ''نوتيك''، والتي تجعل موظفا بسيطا في مصلحة الرياضة لمديرية الشباب والرياضة يقضي عطله بصفة دورية في أفخم فنادق المغرب. للإشارة، فإن الصندوق الولائي لتطوير الممارسة الرياضية ونشاطات الشباب هو صندوق تابع لولاية الجزائر، وتشرف عليه لجنة تابعة لمديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، ويمثل اقتطاع سبعة بالمائة من ميزانية الولاية ليوجه نصفه لمشاريع الاستثمار الخاصة بقطاع الرياضة في الولاية، فيما يوجه النصف الثاني، وهو ما يمثل قرابة 45 مليار سنتيم سنويا، ليوزع على مختلف الرابطات الرياضية والجوارية التابعة لولاية الجزائر. وكان الوزير جيار قد قرر تشكيل لجنة تقصي حقائق، بعد تقارير وصلته عن وجود تلاعبات وتجاوزات تخص أموال الصندوق الولائي للممارسة الرياضية. وكشفت مصادر عليمة بالملف ل''الخبر'' عن طريقة مشبوهة في توزيع أموال الصندوق على مختلف الرابطات والجمعيات الرياضية لولاية الجزائر، من دون احترام أدنى المعايير المطلوبة، والتي تشترط عدد المنخرطين وعدد الفروع والنتائج المحققة لتحديد قيمة المساعدات. ولن يكون الملف الخاص بهذا الصندوق والموجود حاليا على طاولة الوزير جيار الوحيد من نوعه، مادام أن لجنة المفتشية العامة للمالية التابعة لوزارة المالية تقوم حاليا بتحقيق شامل يمس مديرية الشباب والرياضة، وبعد أن كشفت أول نتائجه عن قضية 250 إطار، التابعين للمديرية والموجودين خارج الوطن التي تطرقت لها ''الخبر'' مؤخرا، تحولت للاهتمام بدورها، بما يحدث لأموال هذا الصندوق من تلاعبات خطيرة.