أكّد برشلونة تفوّقه النفسي والعملي على ريال مدريد، حين أسقطه مرة جديدة في عقر داره ''سانتياغو برنابيو'' 31 (الشوط الأول 11) سهرة أول أمس، في إطار الجولة ال16 لبطولة إسبانيا لكرة القدم. سجل لبرشلونة الشيلي اليكسيس سانشيز والبرازيلي مارسيلو (خطأ في مرماه) وسيسك فابريغاس في الدقائق ال 30 و53 و66، وللريال الفرنسي كريم بن زيمة في الدقيقة الأولى (ثانية 22). ورفع برشلونة، بالمناسبة، رصيده إلى 37 نقطة، منتزعاً الصدارة من الريال بفارق الأهداف. فشل ريال مدريد في تحقيق الفوز الأوّل على غريمه في البطولة المحلية، منذ 7 ماي 2008 عندما تغلب عليه 41 في ''سانتياغو برنابيو''، علماً أن الفوز الوحيد للفريق الملكي على غريمه التقليدي جاء في نهائي الكأس المحلية الموسم الماضي 1.0 وأوقف برشلونة بفوزه مسلسل انتصارات رجال مورينيو المتتالي هذا الموسم، بعدما بلغ ال15 في جميع المنافسات، كما لقي المدريديون خسارتهم الأولى هذا الموسم على أرضهم. فضل جوسيب غوارديولا إراحة مهاجميه دافيد فيا وبيدرو في مقاعد البدلاء لأسباب تكتيكية وزج بالخماسي خافي، انيستا، فابريغاس، الذي خاض أوّل كلاسيكو في البطولة، وسانشيز المستعيد لكامل عافيته وميسي. من جهته، ترك المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مهاجمه الأرجنتيني غونزالو هيغوايين على دكّة البدلاء وأيضا لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة، مقابل الاعتماد على كريم بن زيمة في مركز رأس حربة وفابيو كوينتيراو في الدفاع، فيما افتقد لخدمات البرتغالي ريكاردو كارفاليو، بسبب الإصابة ولعب كريستيانو رونالدو وانخيل دي ماريا على الأجنحة. وقد حمل الكلاسيكو الحالي الرقم 163 ضمن البطولة المحلية فقط، وحقق برشلونة فوزه ال64، مقابل 68 لريال مدريد، فيما تعادل الفريقان في 31 مناسبة. وسجل ريال مدريد خلال المباريات المذكورة 264 هدف مقابل 255 لبرشلونة، بما فيها أهداف القمة الأخيرة. الريال يخيّب عشاقه وخيّب ريال مدريد آمال عشاقه مرة جديدة، حيث لم يقدّم ما يوحي بأهليته للتتويج بلقب ال''ليغا'' ولاسيما في الشوط الثاني الذي سيطر عليه برشلونة كاملاً، بخلاف الأوّل حيث بدا الحذر والخوف طاغيين خلاله على أداء لاعبي الفريقين، مع أفضلية نسبية طفيفة لريال بعد بدايته القوية. ومرة جديدة، فشل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في إثبات جدارته في المناسبات الكبرى، وغاب طيلة الدقائق التسعين ولم يقدّم ما كان منتظرا منه قياسا إلى قيمته، ما يطرح أكثر من علامة استفهام على أدائه. راموس: ''برشلونة فريق عظيم'' تحدث مدافع الفريق الملكي ريال مدريد ''سيرجو راموس''، بعد انتهاء مباراة ''الكلاسيكو''، قائلاً: ''في الشوط الأول كانت لنا فرصة كبيرة في كسب المباراة، ولكن بالنهاية خسرنا ثلاث نقاط مهمة جداً، ولكن مشوار البطولة ما زال طويلاً لم يحسم بعد، وتهانينا لفريق برشلونة، وهو فريق عظيم''. كما أضاف راموس: ''لو تحقق الفوز لكان شيئا مهما لنا في الاقتراب من حسم اللقب، ويجب علينا الاستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها مرة أخرى، ويجب علينا نسيان المباراة والتفكير في المستقبل''. وعن فريق برشلونة قال: ''إن فريق برشلونة منافس قوي جداً، وكان يجب علينا التركيز في المباراة، ولكن امتلاك برشلونة للكرة جعلنا نقع في الكثير من الأخطاء''. فابريغاس: ''لعبنا بثلاثة مدافعين أمام الريال دليل قوتنا'' صرح لاعب الوسط في نادي برشلونة، سيسك فابريغاس، بعد الفوز الباهر في مباراة الكلاسيكو، مبديا إعجابه بالنصر على الغريم الريال، فقال ''هذا يوم خاص جدا بالنسبة لي''. ليضيف في تصريحات صحفية له بعد المباراة ''الشوط الأول كان صعبا بسبب التغطية الصحيحة للخصم، ولكن في الشوط الثاني قدمنا لعبة حقيقية وأداء كبيرا للغاية''. كما أنه أعرب عن فخره باستراتيجية مدربه غوارديولا بعد الهدف المبكر من بن زيمة، فقال ''لعبنا الكثير من الوقت مع ثلاثة مدافعين فقط، وهذا من القوة أنك تلعب مع فريق مثل ريال مدريد على أرضه بهذا التكتيك وتحصل على الفوز في النهاية''، وأخيراً قال فابريغاس قبل سفر الفريق إلى اليابان: ''الفوز هو دافع كبير للمعنويات ويعطيك هدوء اعظيما'' . ألونسو: ''من العار عدم الاحتفاظ بالنتيجة'' أعرب تشابي ألونسو، لاعب الوسط الإسباني، عن استيائه من الهزيمة التي مني بها فريقه أمام فريق برشلونة، فيما أكد أنه بالرغم من عدم رضا الجميع بالنتيجة، إلا أنه لا يجب بأي شكل من الأشكال أن يفقد النادي الملكي الأمل. حيث قال ألونسو: ''لقد بدأنا بشكل جيد ولعبنا بشكل ممتاز في الشوط الأول ولكن الهدف الثاني لبرشلونة في الشوط الثاني غيّر مجرى المباراة''. ويضيف: ''وخلال محاولته إدراك التعادل، جاء الهدف الثالث ليقتل المباراة، ولكن كان من العار عدم الاحتفاظ بنتيجة 10 لمدة أطول''. مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا ''أحيّي شجاعة اللاعبين'' أشاد مدرب برشلونة، جوسيب غوارديولا، بشجاعة لاعبيه الذين حافظوا على رباطة جأشهم رغم تخلفهم بعد أقل من 30 ثانية على انطلاق موقعة ال''كلاسيكو''، أمام الغريم الأزلي ريال مدريد. وقال ''أنا أحيي شجاعة اللاعبين. يملكون خبرة كبيرة على الصعيدين البدني والذهني وعرفوا كيف يتقدمون في المباراة إلى الأمام.. اللاعبون يحبون اللعب والهجوم''، مشيراً إلى أنها ''الصورة المثالية'' للطريقة التي يجب أن يرد بها الفريق بعد أن وجد نفسه متخلفا باكرا أمام ريال مدريد. وواصل ''هذه هي الصورة التي تعكس الروح الشجاعة للفريق. أفضّل خسارة الكرة وأنا أمررها من الخلف محافظاً على أسلوب لعبي في بناء الهجمات من الخلف، وتمكنا من تحقيق ما أردناه''، في إشارة إلى الخطأ الذي ارتكبه الحارس فيكتور فالديز وتسببه بهدف الفرنسي كريم بن زيمة بعد 22 ثانية على بداية اللقاء، بسبب التمريرات في منطقة النادي الكاتالوني عوضا عن تشتيت الكرة إلى الأمام. وشدد غوارديولا على أن الفوز في ''سانتياغو برنابيو'' له نكهة مميزة دائما، لكن شيئاً لم يحسم ''لأن البطولة لم تكن لتنتهي لو خسرنا. لم ننس أن ريال سيتصدر مجدداً في حال فوزه في اشبيلية (السبت المقبل)''. مدرب الريال جوزيه مورينيو ''الحظ خاننا ورونالدو لم يكن في أفضل أحواله'' يرى البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد، أن الحظ وقف إلى جانب خصمه بعد خسارة فريقه في ''كلاسيكو'' بطولة إسبانيا أمام غريمه التاريخي برشلونة. وقال: ''الحظ يلعب دائماً كجزء من لعبة كرة القدم''، مركزاً على قرار الحكم بعدم منح ميسي بطاقة صفراء ثانية، رغم التدخل القاسي الذي قام به على تشابي ألونسو، مضيفاً: ''بالنسبة لي الطرد كان واضحاً لكن لن أحكم حتى أشاهد اللقطة على شاشة التلفزيون''. وفي تعليقه على النتيجة النهائية للقاء، قال مدرب ريال مدريد: ''عندما كانت النتيجة 10 كان بإمكاننا أن نعزز التقدم 2.0 وفي الظروف الطبيعية لاعب رائع مثل كريستيانو (رونالدو)، كان بإمكانه وضع مثل هذه الكرات في المرمى، والوضع سيختلف حينها لأن الشوط الأول كان متوازناً بين الطرفين''. وواصل: ''النصف الأول كان متوازناً، وفي الشوط الثاني تلقينا هدفاً بالحظ. كان بإمكاننا التعادل مباشرة 22 لكن الكرة رفضت الدخول، ثم لعب العامل النفسي دوره وسجلوا هدفاً ثالثاً. كان بإمكاننا أن نقلص النتيجة إلى 23 من جديد، لكن كرة كاكا تصدى لها الحارس بالحظ الذي لعب دوره في هذه المباراة دون الانتقاص من قيمة الفريق المنافس''. أما بالنسبة لتدخل ميسي على الونسو والذي كان من الممكن أن يكلف الأرجنتيني بطاقة صفراء ثانية وبالتالي الطرد، رأى مورينيو أن نجم برشلونة يستحق ذلك، لكنه أضاف: ''الحكم رأى المشهد أفضل مني، أنا بعيد عن مكان التدخل 40 أو50 متراً''. مورينيو يهنئ فيلانوفا بالفوز فاجأ مدرب الريال مورينيو الجميع، قبل نهاية المباراة، عندما تحول إلى مقعد بدلاء برشلونة وتوجه بحفاوة إلى مساعد مدرب برشلونة تيتو فيلانوفا وصافحه مباركاً له بالفوز. وفي وقت لاحق، وفي المؤتمر الصحفي، بعد نهاية المباراة، أكد مدرب ريال مدريد أنه يتمنى لتيتو الشفاء العاجل والصحة العالية.