أحصت مصالح الأمن والدرك بالحدود الجنوبية الشرقية 14200 حالة تسلل لمواطنين ليبيين دخلوا الأراضي الجزائرية، وتم إيقافهم. وأفاد مصدر على صلة بالملف الأمني في الجنوب بأن السلطات الأمنية ضبطت 87 ليبيا وهم في حالة تلبس بتهريب أسلحة لحساب الجماعات الإرهابية أو مواد ممنوعة منذ بداية العام. استقبلت الجزائر منذ بداية الحرب في ليبيا 14200 مواطن ليبي، وأخضعت عدد منهم للتحقيق بعد أن ضبطوا دون وثائق أو جواز سفر. وكشف مصدر على صلة بالملف الأمني في الجنوب بأن 87 مواطنا ليبيا ضبطوا وهم يحاولون تهريب سلاح أو مواد ممنوعة نحو الجزائر. وأكد مصدر أمني بأن أغلب الليبيين الذين استقبلوا في الجزائر كانوا يبحثون عن الغذاء أو العلاج وبعضهم عمل في تهريب المواد الغذائية من الجزائر إلى ليبيا. وتحقق مصالح الأمن الجزائرية حول صحة معلومات أدلى بها مهربون موقوفون في ولاية تمنراست، تفيد بأن قادة فصائل مسلحة ليبيين قبضوا مبالغ مالية من مهربين جزائريين ومغاربة مقابل حمايتهم والسماح لهم بالمرور من الحدود النيجيرية إلى الحدود المصرية. وتضمنت شهادة أحد الموقوفين، حسب مصادرنا، تحديد دقيق لمسار تهريب المخدرات عبر صحراء ليبيا، وكشف أحد الموقوفين الثلاثة في قضية حجز 190 كلغ من الكيف المعالج في منطقة ''ترانيت'' بولاية إليزي، أن قادة فصائل مسلحة تابعة للثوار وآخرين مستقلين ومسلحين يعتقد بأنهم تابعون للقذافي، سمحوا لمهربين جزائريين وأفارقة ومغاربة بنقل شحنات الكيف المغربي عبر الصحراء الليبية إلى الحدود المصرية عدة مرات، مقابل عمولات تتراوح بين 20 و40 ألف أورو. وأكد مصدر على صلة بمكافحة التهريب والإرهاب في الساحل والجنوب، بأن المتهم الثاني في قضية 190 كلغ من الكيف المعالج التي ضبطت في مخبأ بالصحراء في وادي ترانيت بولاية إليزي في بداية شهر جوان الماضي، قدم للمحققين معلومات مفصلة على نطاق سيطرة قادة فصائل مسلحة على المعابر التي يخترقها مهربو الكيف المغربي نحو الشرق الأوسط والخليج مرورا بمصر. ويتقاضى مسلحون، يعتقد المتهم، بأنهم من الثوار، حيث يحملون علم الحكومة الجديدة، 20 ألف دولار عن كل قافلة سيارات تخترق منطقة الصبحة متجهة نحو جالو إلى غاية مدينة الجغبوب القريبة من الحدود المصرية. وتشير المعلومات المتوفرة في هذا الموضوع، إلى أن المهربين يدفعون لقادة الفصائل المسلحة في الجنوب الليبي ما بين 35 و50 ألف دولار عن كل شحنة مخدرات تخترق الجنوب الليبي باتجاه واحة سبوة والسلوم والعوينات في مصر. وبينما يفتش المسلحون التابعون للقذافي السيارات بحثا عن شحنات أسلحة لا يهتم الموالون للحكومة الجديدة سوى بالحصول على المال فقط. وأكد مصدر على صلة بجهود مكافحة التهريب والإرهاب في الساحل بأن الحرب الأهلية في ليبيا قلبت الموازين وغيرت نشاط المهربين، حيث انخفض نشاط تهريب السجائر من الحدود الجنوبية نحو الشمال إلى أدنى مستوى له على الإطلاق منذ أكثر من 20 عاما، وتحول المهربون إلى عمل أكثر ربحية هو تهريب السلاح والذهب من ليبيا، ونقل الوقود والأدوية من الجزائر نحو الشر. ويعتقد مختصون في مكافحة التهريب بأن كميات ضخمة من الذهب الليبي نقلت إلى الجزائر والمغرب برا مقابل تهريب الوقود وقطع غيار السيارات.