المهربون مصرون على تخريب الاقتصاد الوطني.. أفادت تحقيقات مع مهربي الكيف الذين تم توقيفهم منذ بداية السنة الجارية من طرف حرس الحدود بالقيادة الجهوية الثالثة ببشار، أن أطنان المخدرات المحجوزة ببشار وتندوف كانت موجهة للتصدير الى الشرق الأوسط عبر موريتانيا أو ليبيا باتجاه مصر وليس الى الاستهلاك في السوق المحلية. * * وتوصلت التحقيقات التي قامت بها مصالح الدرك الوطني الى الكشف عن مسار تهريب المخدرات بالحدود الجنوبيةالغربية باتجاه مصر بعد تضييق الخناق على تحركات المهربين الذين أصبحوا يتحركون في اتجاهات مختلفة للإفلات من الرقابة الأمنية، خاصة في ظل الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود و"الحمادة" وهي المناطق الصحراوية الشاسعة التي تعد ممرات قوافل المهربين، وكانت مصالح الدرك قد شددت الرقابة أيضا على البدو الرحل الذين يتمركزون في أقصى الصحراء وفرضت عليهم حصولهم على ترخيص مقابل إقامتهم المؤقتة مع مواشيهم في المنطقة بعد تجنيدهم في وقت سابق من طرف شبكات التهريب والجماعات الإرهابية لتخزين المخدرات وإبلاغهم عن تحركات دوريات الدرك الوطني، وقد سجلنا انتشار بعض خيم البدو في "الحمادة" بمنطقتي تبلبالة والعبادلة ببشار. * وقال مصدر أمني مسؤول على صلة بالملف ل"الشروق اليومي"، أن تشديد الرقابة الأمنية دفع مهربي المخدرات الذين ينشطون بالجهة الغربيةالجنوبية إلى تهريب شحنات المخدرات من النوعية الممتازة والخام من المغرب باتجاه الشرق عبر محاور مختلفة تمتد من جنوببشار إلى ولاية الوادي أقصى الشرق ومنها الى الحدود الليبية، ومحور آخر يمتد من ولاية البيض إلى الوادي أيضا، وتوصلت التحقيقات الأمنية استنادا الى اعترافات مهربين موقوفين مؤخرا الى أن شبكات تهريب المخدرات بالحدود الغربيةالجنوبية أصبحت تهرب شحنات الكيف من النوعية الممتازة والخام من المغرب باتجاه بشار عبر خط مقرار نحو عين الصفراء بولاية النعامة، ثم البيض باتجاه أفلو بولاية الأغواط، ثم الإدريسية بالجلفة نحو المسيلة إلى غاية وادي سوف التي تعد المحطة النهائية في التراب الجزائري ليتم نقلها بعدها إلى ليبيا ومنها إلى مصر. * ولاحظ المحققون، أن جميع المخدرات التي يتم تهريبها الى منطقة الشرق الأوسط تصب جميعها في منطقة وادي سوف بولاية الوادي الحدودية مع ليبيا منها المخدرات التي تهرب من أقصى منطقة أدرار والتي يتم إدخالها من الحدود الموريتانية واستنادا الى اعترافات مهربين موقوفين، فيتم نقلها عبر محورأدرار، أوقروت بتيميمون، المنيعة، ثم حاسي لفحل بغرداية باتجاه وادي سوف ومنها إلى ليبيا ثم مصر. * ويؤكد أغلب مهربي الكيف في منطقة الصحراء التنسيق بين شبكات تهريب المخدرات والجماعة الإرهابية النشطة في المنطقة، وتحدث مهربون عن "رعاية" مختار بلمختار "الأعور" أمير كتيبة "الملثمين" والمنطقة التاسعة في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا لقوافل المهربين مقابل "أتاوات" يفرضها أتباعه مقابل تأمين قوافل الكيف و"أتاوات" للسماح لهم بالمرور في الصحراء التي تعد منطقة نشاط جماعة بلمختار.