أوقفت قوة خاصة من الجيش 4 مهربين في ممر سري قريب من الحدود الجزائرية الليبية، وضبطت لديهم أسلحة فردية، وذلك بعد مطاردة تواصلت لأكثر من 100 كلم. بالموازاة مع ذلك، أوقفت، في عمليات أمنية متفرقة بولايات عدة بالجنوب، 10 أشخاص بشبهة التهريب. ضبطت وحدة خاصة من الجيش أسلحة فردية وأجهزة اتصال ومبلغا ماليا كبيرا لدى 4 أشخاص، بعد تسللهم من الحدود الجزائرية الليبية على متن سيارة دفع رباعي من نوع ''تويوتا ستايشن''. ويعتقد أن الموقوفين كانوا قد عادوا للتو من ليبيا بعد إيصال شحنة ''كيف'' مغربي إلى الحدود الفاصلة بين مصر وليبيا. وكشف مصدر أمني ل''الخبر'' بأن المهربين كانوا قد تسللوا، ليلة الأربعاء، من موقع صحراوي في الحدود الشرقية للجزائر، وواصلوا المسير إلى غاية رصدهم من طرف وحدة عسكرية. وتواصلت مطاردة سيارة الدفع الرباعي عبر الصحراء إلى غاية المكان المسمى ''توسي'' الواقع بين مرتفعات تاسيلي ناجر، حيث أرغمت السيارة على التوقف بعد حصارها. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن السيارة كانت تحمل مبلغا ماليا ضخما بالعملة الأوروبية، يرجح أنه ثمن بيع شحنة ''كيف'' مغربي تم تهريبها قبل عدة أسابيع. بالموازاة مع ذلك، أوقفت مصالح الأمن في عدة ولايات بالجنوب 10 مشتبه فيهم بممارسة التهريب في تمنراست، المنيعة بغردايةوبشار. وبدأت حملة الاعتقالات الأخيرة منذ يوم الثلاثاء الماضي، وشاركت فيها أجهزة الأمن المختلفة، بعد إيقاف مهربين اثنين في تمنراست قبل نحو 10 أيام، وكانت بحوزتهما أسلحة صيد ومسدسات. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن حملة الاعتقالات والتحقيق الحالي ترتبط بما بات يسمى في أروقة مصالح الأمن على المستوى المركزي ب''استثمارات عصابات التهريب وعمليات تبييض الأموال'' التي باشرها بعض رجال الأعمال لصالح المهربين. وتشتبه مصالح الأمن في وجود عشرات المشاريع المختلفة التي مولها مهربو المخدرات في الجنوب، وكذا في العاصمة ووهران وعواصم ولايات الجنوب. ورفض مصدر على صلة بالتحقيق أي ربط للحملة الأمنية الأخيرة بما يقع في مالي وموريتانيا من عمليات خطف للرهائن الغربيين، وبدأت الإيقافات ب6 ممن يوصفون ب''أباطرة'' التهريب عبر الجنوب، ومنهم أحد كبار المهربين بين ليبيا والجزائر وينحدر من ولاية تمنراست، وسبق له أن قضى عقوبة السجن في قضايا تهريب مختلفة، ومشتبه فيه ثان من ولاية بشار يعتقد بأن لديه صلة بالصفقة التي تم فيها بيع سيارات دفع رباعي للمجموعة الإرهابية التي خطفت الرهائن الإسبان من مخيم الرابوني، فيما ينحدر الموقوف الثالث من ولاية غرداية وتم الإيقاع به في ولاية تمنراست، وهو أخطر المهربين حيث أوقف في عدة قضايا تهريب مختلفة، كانت آخرها قضية تهريب 20 ألف خرطوشة سجائر. ويرجح بأن له علاقة قوية بعصابات التهريب المسلحة التي تنشط في شمال مالي. وتشير مصادرنا إلى أن باقي الموقوفين هم من الدرجة الثانية من ناحية الأهمية، وأحصت تحقيقات مصالح الأمن وجود بين 12 و16 شخصا أغلبهم من ولاية تمنراست والبقية يتوزعون على ولايات أدرار، بشار، غرداية وورفلة، يقيمون حاليا بصفة وصفت ب''المشبوهة'' في مناطق التوتر في شمال مالي والنيجر، ويعتقد بقوة أن لهم صلة ما بجماعات التهريب.