تحتل الجزائر، بعد مرور سبعة أيام من انطلاق الألعاب العربية، في دورتها ال 12 المقامة حاليا بالعاصمة القطرية الدوحة، المركز السابع بمجموع 28 ميدالية، من بينها سبع ميداليات ذهبية، 12 فضية و12 برونزية، وهي حصيلة هزيلة بالمقارنة مع المشاركات الجزائرية في الدورات السابقة. فاجأ الوفد الجزائري المشارك في الألعاب العربية بالدوحة الجميع بتسجيله نتائج متواضعة، منذ انطلاق الدورة يوم 9 ديسمبر المنصرم، بدليل أن الجزائر لم يسبق لها أن احتلت مرتبة مثل التي تحتلها حاليا منذ أول مشاركة لها في النسخة الثانية التي أقيمت عام 1957 بالعاصمة اللبنانية بيروت، حيث شاركت الجزائر في تسع دورات لحد الآن، حاصدة أكثر من 672 ميدالية متنوعة. وإذا كان الوسط الرياضي العربي لم يتفاجأ باحتلال الوفد المصري المركز القيادي بمجموع 130 ميدالية، من بينها 54 من المعدن النفيس، فإنه بالمقابل تفاجأ للمرتبة التي تحتلها الجزائر، خاصة أن هناك وفودا ليس لها باع في مثل هذه الدورات، كما هو الحال بالنسبة للمنتخب البحريني الذي يحتل المرتبة السادسة بثماني ذهبيات، تسع فضيات و11 ميدالية برونزية. والغريب في الأمر أن عبدالكريم إدريس خوجة، رئيس الوفد الجزائري المشارك في الألعاب العربية، صرّح عند وصوله إلى الدوحة بأن ''الجزائر تملك سمعة عربية وقارية رياضيا وستدافع عنها''، مؤكدا بأنه مقتنع بأن الجزائر ستحصد الكثير من الميداليات دون تحديد عددها أو معدنها. والملفت للانتباه أن الجزائر التي تنقلت بتعداد قوامه 211 رياضي للمشاركة في 18 اختصاصا رياضيا بالدوحة، لم تقو على التفوّق على بلدان لا تملك الخبرة في عدد من الاختصاصات الرياضية، ما يعني أن الجزائر فشلت رياضيا على المستوى العربي، وعرفت ''سقوطا حرّا'' أمام منتخبات غير قوية، بعدما خيبت المشاركة الجزائرية الآمال خلال الألعاب الإفريقية الأخيرة التي احتضنتها المزمبيق، وفشلت عدة اتحادات في الفوز بالميداليات التي تم الإعلان عنها مسبقا كأهداف من المشاركة قاريا. ما يحدث للرياضة الجزائرية في قطر، يعتبر مؤشرا خطيرا يؤكد أن الرياضة الجزائرية دخلت نفقا مظلما وبأن ما تصرفه الدولة على تطوير الرياضة لم يِتم تجسيده كنتائج على أرض الواقع. هذه الانتكاسة تجعلنا نتساءل عن حظوظ الرياضة الجزائرية خلال الألعاب الأولمبية القادمة.