اعتصم، أمس، عدد من البحارة، بينهم العائدون من الصومال بعد 10 أشهر من الاحتجاز، أمام مقر الشركة الوطنية الجزائرية للملاحة، ''كنان'' بالعاصمة، للمطالبة بتسديد أجورهم لسنتين بالنسبة للبعض، كما طالبوا بتوضيح وضعيتهم بعد أن منعوا من الإبحار منذ أكثر من عامين. وصب عشرات البحارة جام غضبهم على مديرة الشركة، التي اتهموها ب''تعطيل استفادتهم من أجورهم المتأخرة التي بلغت حد السنتين بالنسبة لبعضهم''. وقال ممثل عن البحارة المعتصمين ''لن نذهب من الآن فصاعدا إلى شركة ''أي. بي.سي''، أحد شركاء ''كنان''، فمديرها السيد منصوري قال إنه ليس بوسعه تقديم حلول بحكم أن البواخر ال8 خارج مجال العمل وهي راسية الآن بموانئ يونانية وماليزية، وآخرها سفينة ''البليدة'' التي تركها البحارة المختطفون من قبل القراصنة الصوماليين في ميناء مومباسا الكيني بعد تحريرهم''. وكان من بين المعتصمين، البحارة الذين تم الإفراج عنهم من قبل القراصنة، فقال الشاب بلقاسم: ''لم نتحصل على أي شيء منذ عودتنا، فلم نستفد من أجور العشرة أشهر التي كنا خلالها في قبضة القراصنة''. ويطالب البحارة المعتصمون بتسديد أجورهم، فالبعض منهم لم يتلق، حسب شهاداتهم، أي سنتيم منذ نهاية آخر رحلة قاموا بها، وتعود إلى سنتين بالنسبة للكثير منهم. وقال بحار آخر: ''هناك نية واضحة للتخلص منا نحن العمال الدائمين لفسح المجال للبحارة المتعاقدين الذين يبحرون بصفة دائمة، ونحن ندفع نحو الخروج بعد 30 سنة من العمل في الشركة''. وحسب محدثينا، فهناك حوالي 250 بحار ممن تم تحويلهم إلى شركة ''أي. بي. سي'' بعد تفريع نشاطات ''كنان'' ممن يوجدون في هذه الوضعية. ويعتزم هؤلاء مواصلة الاعتصام أمام مقر الشركة، إلى غاية الحصول على حقوقهم.