تمكنت وحدات الجيش الوطني الشعبي ببشار، في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، من حجز 11 قنطارا من الكيف المعالج، بعد عملية تمشيط واسعة شملت منطقة بني ونيف الحدودية، الواقعة على بعد 120 كلم إلى شمال مدينة بشار. وفي تلمسان، حجز الدرك الوطني قنطارا من نفس المخدر. المصادر التي أوردت الخبر، تحدثت عن أن العملية جاءت بناء على تقارير مصالح الاستعلامات العامة التابعة للجيش، والتي أشارت إلى محاولات جماعات التهريب التي تتخذ من المغرب قاعدة دعم لوجيستي لها، تحويل منطقة بني ونيف إلى منطقة تسليم وتبادل للمخدرات القادمة من المغرب، وهو ما حدث فعلا، إذ عثر على الكمية المحجوزة مدفونة ومخبأة بإحكام على شكل رزم لتسهيل حملها في أحراش أحد الوديان بمنطقة فندي التابعة إقليميا لمدينة بني ونيف. وقد بلغت الكمية المحجوزة 1038 كيلوغرام، كما تم توقيف 11 شخصا خلال العملية للتحقيق معهم، لم تكشف مصادر الخبر لحد الآن هوياتهم. وعلمت ''الخبر'' أن مصالح الدرك الوطني، باعتبارها الضبطية القضائية المختصة، باشرت تحقيقاتها في القضية، وتزامن ذلك مع ما يشبه الدعم اللوجيستي للعمليات، إذ أعطت قيادة الدرك أوامر لعناصرها بتكثيف الدوريات ونقاط التفتيش في المنطقة، كما تنقل أفرادها، ليلة أول أمس، لإتمام إجراءات التنسيق الخاص بهذه العملية، حيث لوحظ إرسال تعزيزات أمنية مكثفة إلى مكان الحادث. كما سجل تدفق كبير لسيارات الدرك الوطني من بشار باتجاه مكان العملية. وبالعودة إلى الفترة الماضية، يلاحظ أن نشاط وحدات الجيش تضاعف كثيرا في مجال مكافحة التهريب. وتأتي هذه العملية لتؤكد صحة ما ذهبت إليه ''الخبر'' في مقالات سابقة حول التنسيق المشترك الذي تعرفه عمليات مكافحة التهريب بين كل من الجيش الوطني الشعبي ووحدات الدرك وحرس الحدود أو الجمارك، والتي تلقت على إثرها جميع هذه الوحدات تعليمات بضرورة استعمال كل الوسائل للقبض على المهربين، بما في ذلك إطلاق النار، والاستعانة بوحدات الطيران الجوي في حال فشل الملاحقة البرية، كما حدث في أكثر من مناسبة، وهو الأمر الذي تدلل عليه الكميات الكبيرة من الكيف التي حجزت خلال عملية قام بها أفراد الجيش الوطني، سواء بصفة منفردة أو مشتركة مع الدرك الوطني والجمارك، والتي فاقت 120 قنطار من الكيف خلال هذه السنة. وهو ما يعزز تحوّل الحدود مع المغرب إلى حرب مفتوحة مع المهربين. ومن جهة أخرى، تمكنت عناصر الدرك الوطني بمنطقة سيدي امجاهد، في ولاية تلمسان، من حجز قنطار من الكيف المعالج كان داخل منزل، بناء على معلومات تلقتها ذات المصالح، وتم حجز الكمية مع سيارة من نوع 505وتوقيف خمسة أشخاص.