كشفت مصادر أمنية جد مطلعة أن أفراد الجمارك العاملين بدائرة تبلبالة، 400 كلم جنوبي ولاية بشار، تمكنوا ليلة أمس الأول من إحباط محاولة إدخال كميات كبيرة من الكيف المعالج قدرت ب20 قنطارا و50 كلغ، وهذا بعد تنسيق محكم مع وحدات الجيش الوطني الشعبي التابعة للناحية العسكرية الثالثة. المصادر التي أوردت الخبر تحدثت عن كمين نصبه أفراد الجمارك في تلك المنطقة، التي حدّدها المصدر الأمني بأنها تبعد عن الطريق الوطني الرابط بين تندوف وبشار ب50 كلم. إلا أن المعطيات التي وضعتها ''الخبر'' أمام دليل صحراوي على دراية واسعة بالمنطقة، أكد لنا أن المنطقة تسمى ب''ضاية الفور''. وقد تم حجز الكمية الهامة بعد مطاردة واشتباك مع المهرّب، الذي كان يستقل سيارة رباعية الدفع من نوع تويوتا ستايشن، الذي تسبّبت الملاحقة العسيرة له من أفراد الجمارك والجيش، إلى جانب وابل الرصاص الذي تعرض له في تعطل سيارته، واضطر للتخلي عنها والفرار إلى وجهة مجهولة، مخلّفا وراءه هذه الكمية الكبيرة من الكيف المغلفة بإحكام لتسهيل حملها، ليتبيّن بعد تفتيشها أنها تحمل اسم ''طريق السلامة'' الذي يعد من أجود أنواع الكيف المغربي، والذي يفوق سعره 100 ألف دج للكيلوغرام. وأضافت ذات المصادر أن هذه الدورية التي كانت مدعمة بسلسلة من الكمائن، قامت بتقفي آثار سيارة تبيّن مرورها حديثا في هذه المنطقة، ليتم ملاحقتها. وفور اكتشافها، اضطر سائقها للفرار والعودة باتجاه الأراضي المغربية، ما دفع إلى استخدام السلاح الرشاش الثقيل تجاهه، ما تسبّب في تعطيلها. وذكر المسؤول أن عملية التمشيط لحد الساعة لا تزال متواصلة، كما أن الحدود مراقبة بإحكام. وتأتي العملية بعد أقل من 4 أيام من العملية الناجحة التي انفردت ''الخبر'' بنشر تفاصيلها، والتي مكّنت من قتل مهرّب وإصابة آخر، بعد اشتباك عنيف تخلّلته مطاردات عسيرة لقافلة مهرّبين من طرف أفراد الجيش والجمارك وحرس الحدود، تدخلت على إثره وحدات الطيران الجوي التي قصفت سيارات المهرّبين ودمرتها كلية، والذين لاذ معظمهم بالفرار إلى وجهة مجهولة. وفي هذا الصدد، تترسخ قناعة لدى القائمين على عمليات مكافحة التهريب على الحدود مع المغرب أن طول الشريط الحدودي وانعدام تواجد سكاني في المنطقة، عوامل تساهم في نجاح تسلّل المهرّبين، إلا بعض عمليات توقيف المهرّبين تكلّلت بالنجاح. ومرد هذا إلى اكتساب وحدات حرس الحدود خبرة في الملاحقة الميدانية، حيث أظهرت العمليات السابقة أن تدخل هذه الوحدات يتم بناء على معلومات، إضافة إلى تجربة الأفراد فيما يتعلق بتقفي آثار المهرّبين، وهو ما اضطر هذه الوحدات إلى التمركز بهذه الأماكن ونصب نقاط تفتيش في كل الثغرات المحتمل أن يلج منها المهرّبون، أو الثغرات التي تتوفر عنها معلومات مسبقة. وهو ما يعكس اعتماد مصالح الدرك الوطني وحرس الحدود بالاشتراك مع أعوان الجمارك، لأساليب علمية متطورة، منها الاستعلامات، المراقبة، الكمائن، المخبرين والكلاب المدربة، وهو ما تجلى من خلال كمية الكيف المحجوزة التي فاقت خلال السنوات الماضية ال120 طن.