رهنت سيارات النقل العمومي التونسية (الجوالة)، أمس، 60 عائلة جزائرية تحت ظروف مناخية ميزتها البرودة الشديدة والأمطار بالمعبر الحدودي أم الطبول، فارضة سياسة ''المساومة'' مقابل مطلبها الخاص بالتزود بالوقود من المحطات الجزائرية في بلديات الشريط الحدودي. أغلقت، ابتداء من العاشرة صباحا ليوم أمس، 40 سيارة جوال تونسية للنقل العمومي، الممر الحدودي بين المعبر الجزائري أم الطبول ونظيره في الجهة المقابلة على أمتار قليلة عن معبر ملول التونسي، احتجاجا على منعها من الدخول إلى التراب الجزائري للتزود بالوقود، كما اعتادوا على ذلك يوميا. وقد تسبب حاجز سيارات الجوالة التونسية في شل حركة عبور أكثر من 60 عائلة جزائرية، ظلت رهينة بالمركزين الحدوديين في ظروف مناخية جد باردة، وسط حالة من الاستياء والتذمر لما وصفوه، في اتصالاتهم الهاتفية مع مكتب ''الخبر'' بالطارف، بسياسة ''المساومة '' التي يمارسها الناقلون التونسيون. وحسب العائلات الجزائرية العالقة بالمعبر التونسي ''ملول''، فإن مصالح الحرس التونسي فشلت في تفريق الناقلين التونسيين المحتجين، كما أن وحدة للجيش التونسي قدمت إلى عين المكان، ولكنها سرعان ما غادرته دون تدخلها لتحرير العائلات الجزائرية من قبضة الناقلين الجوالة الذين يصرون مقابل ذلك على تلبية مطلبهم في التزود بالوقود من المحطات الجزائرية في البلديات الحدودية. وتسجل مصالح شرطة العبور بكل من مركزي أم الطبول والعيون في الطارف عبور أكثر من 500 سيارة يوميا من تونس للتزود بالوقود الجزائري، وتؤكد التقارير الأمنية بأن ذلك من أسباب أزمة ندرة مادتي المازوت والبنزين في ولاية الطارف، والتي امتدت إلى ولاية عنابة.