مستفيدون من سيارات "أنساج" ينخرطون في نشاط تهريب المازوت تشهد محطات الخدمات عبر البلديات الحدودية بولاية الطارف، و هي أم الطبول –القالة –عين العسل –بوحجار وعين الكرمة اضطرابات كبيرة في التمون بالوقود وخاصة مادة المازوت بسبب توسع دائرة المهربين ،لتشمل مستفيدين من سيارات نفعية في إطار دعم تشغيل الشباب . المواطنون يشكون من متاعب كبيرة في الحصول على الوقود رغم الكميات اليومية المخصصة لسد حاجيات الولاية من هذه المادة والتي لم تعد تفي الحاجة نتيجة الطلب المتزايد و الكبير، حيث أن الكميات التي تصل المحطات سرعان ما تنفد بعد ساعات في ظل تفاقم ظاهرة تهريب الوقود أمام ارتفاع أسعارها في تونس ما أدى إلى تكالب العصابات والشبكات المختلطة الجزائرية التونسية على تهريب المادة ،حيث تشير مصادرنا بأن تهريب المازوت يوفر على الأقل مداخيل لا تقل عن 10آلاف دج يوميا صافية لمحترفي هذا النشاط اللاشرعي. وحسب مصادر موثوقة فإن ما زاد في تفاقم عمليات تهريب المازوت على وجه الخصوص انخراط بعض الشباب المستفيد من العربات النفعية لنقل البضائع من نوع "هيليكس" في إطار برنامج "أنساج" في هذا النشاط حيث تصطف يوميا المركبات في طوابير طوال اليوم أمام محطات الخدمات تتداول فيما بينها ذهابا وإيابا عبر المحطات لتزويد خزاناتها بالمازوت في عملية تبدأ من الفجر إلى ساعة متأخرة من المساء بغية تهريب المادة و بطرق مقننة وبأكبر الكميات، حيث تكون في انتظارها شبكات تهريب تونسية لتأخذ وجهتها إلى داخل التراب الوطني التونسي، وهذا مقابل مقايضة المازوت الجزائري بسلع تونسية مختلفة بالإضافة إلى ذخيرة سلاح الصيد وغيرها. و هو ما خلف أزمة وقود، حيث يصطف أصحاب العربات في طوابير طويلة و هي وضعية دفعت ببعض أصحاب السيارات إلى النهوض باكرا لأجل تزويد مركباتهم بالوقود وخاصة المازوت تفاديا لمتاعب الطوابير لاحقا. و أفادت مصادر مسؤولة بأن أزيد من 200مركبة تونسية من مختلف العلامات والأحجام تدخل التراب الوطني يوميا للتزود بالمازوت عبر محطات الخدمات المحلية وخصوصا تلك المتواجدة على الطريق الوطني رقم 44 بين أم الطبول و الطارف في غياب أي إجراءات للحد من هذا النزيف الذي عادة ما يتسبب في حدوث ندرة وتذبذب في التزود بالوقود محليا. وأردفت نفس المصادر بأن كميات تهريب المازوت والأخرى التي تعبر الحدود عبر مركزي العبور بطريقة مقننة تناهز 20ألف لترا و أن شبكات التهريب كثفت نشاطها في الآونة الأخيرة حيث عمدت إلى نصب صهاريج سرية بالقرب من الحدود موصولة بقنوات أرضية لتفريغ كميات هائلة يوميا في عملية شبيهة بضخ المياه الشروب انطلاقا من الخزانات . و أشار بعض أصحاب محطات الخدمات بأنه لا يوجد بحوزتهم أي سند قانوني لمنع أصحاب المركبات ملء صهاريج مركباتهم عن آخرها والتمون أكثر من مرة في اليوم و قالوا أنهم أوقفوا عملية توزيع الوقود في الدلاء فيما تؤكد مصالح الجمارك بأنه لا يمكن منع المركبات التونسية التي تدخل التراب الوطني من التزود بالمازوت وتتحدث عن فراغ قانوني مشيرة أنه تم رفع الانشغال للجهات الوصية لإيجاد الحلول للحد من عمليات تهريب المازوت بطرق مقننة. وقد تمكنت مصالح الجمارك مؤخرا من تفكيك 25شبكة أوقفت خلالها أزيد من 123 شخصا أحيلوا على العدالة مع حجز أكثر من 5آلاف لتر من المازوت ومركبات ووسائل أخرى تستعمل في عملية تهريب هذه المادة إلى ما وراء الحدود نحو تونس .