وجد شاب عملا يُدرّ عليه الملايين، لا يكلّفه عناء التعب سوى نسج كلام معسول لفتيات تخطّت أعمارهن ال30 سنة، حيث ينجح في كسب الثقة في أوّل لقاء يجمعه بفريسته التي يصطادها بإحدى محطات الحافلات أو على متن القطار. تميّز المسمّى (ك.م) البالغ من العمر 32 سنة بفراسة اكتشاف المال، حيث كان يشتمّ رائحة الثراء بمجرّد رؤيته للفتاة التي تصدّق وعوده في الارتباط بها في أوّل لقاء بينهما، لتبدأ رحلة النّصب تحت غطاء الإعجاب على متن وسيلة نقل عموميّة، غالبا ما تنتهي عند سلب كلّ ما تملكه الضحيّة. وتروي واحدة من ضحاياه، 35 سنة، أثناء تقييدها لشكوى ضدّ مجهول لدى عناصر الفرقة الجنائية للشرطة القضائية لأمن البليدة، كيف تمكّن المتهم في قضية النصب والاحتيال من سلبها مبلغ 60 مليون سنتيم بعد أن أبدت له رغبتها في شراء سيارة في ثاني لقاء جمعهما. وأوضحت الفتاة الضحية بأنّها اطمأنّت لعلاقتها به، خاصّة بعد أنّ أخبرها بأنّه يعمل في سلك الأمن وينوي إتمام نصف دينه مختارا إيّاها شريكة لحياته. وتقول الضحيّة إنها توجّهت برفقته لوكالة بيع السيارات ببني مراد لمعرفة الأسعار، قبل أن يتّصل بها في اليوم الموالي يخبرها بأنّه قام بدفع 60 مليون سنتيم لشراء السيارة باسمه، على أن يتمّ دفع المبلغ المتبقي المقدّر ب90 مليون سنتيم بالتقسيط، محدّدا لها نقطة الالتقاء بمحطّة نقل المسافرين بالبليدة لإرجاعها المبلغ المالي وهو ما كان له. وبمجرّد مغادرته المحطّة اقترب شخص نحو الضحية يحذّرها من الشاب الذي كانت برفقته، لكنّها لم تصدّق كلامه إلاّ بعد اختفائه. وقد مكّنت تحريات الفرقة الجنائية من تحديد مواصفات المشتبه فيه ومعرفة هويّته، والقبض عليه في إحدى نقاط المراقبة وهو على متن الحافلة، ليتبيّن من خلال التحقيق أنّه معتاد على الإجرام، وتورّط في قضايا مماثلة، من بينها سلبه لمبلغ مالي قدّر ب20 مليون سنتيم من فتاة في سنّ ال.32