فاق عدد ميداليات المنتخب المصري، في الألعاب العربية الثانية عشرة، التي تختتم اليوم بالدوحة، عدد رياضيي المنتخب الجزائري. ونال السبّاح التونسي أسامة الملّولي بمفرده نفس عدد ذهبيات الجزائر تقريبا في الألعاب، وجعل منتخب بلده يضمن مركز الوصيف وراء ''الفراعنة''. بين قوة ''جموع'' المصريين وتألّق ''فرد'' من أفراد التونسيين، الاشتراك في التفوّق والزعامة، فلا الكم أسقط نوعية المشاركة ولا اختزال المشاركة في فرد واحد أبعد منتخبا بأكمله عن القمة. ماذا لو أبرمنا اتفاقية تعاون وتبادل رياضي مع مصر وتونس لتلميع صورة الجزائر إقليميا وقاريا ودوليا في المجال الرياضي؟.. ماذا لو قمنا بصرف عملتنا الرياضية في إطار هذا التعاون مع جيراننا المتألقين عربيا؟ الأكيد أن الجزائر ستكون مجبرة على رؤية عوراتها بعيون جيرانها المصريين والتوانسة، وهي التي لم يزن رياضيوها ال211 مجتمعين، وزن السبّاح أسامة الملّولي وحده ذهبا، وغمرتها سيول معادن الذهب والفضة والبرونز ''الفرعونية''. حين نزن قيمة معادن الجزائر بالدوحة، فإنها لن تغطّي حتى ثمن تذاكر السفر، حتى لا نقول تكاليف التربّصات.. وحين نقف على مجموع 82 ميدالية من مجموع 211 رياضي، فذلك يعني أيضا بأن أقل من نصف الرياضيين المشاركين فقط حصلوا على ميداليات، إذا وزّعنا كل ميدالية على رياضي واحد.. وإذا سلّمنا برهان ممثلينا على تشريف الألوان الوطنية، فإن فشلهم يصنّف في خانة ''الإهانة للعلم''. اليوم، سقطت كل الأعذار أمام المسؤولين وفي مقدّمتهم الوزير الهاشمي جيّار، بعد أن أصبح في موضع ''الشيخ مات''، فالذي لم يحاسب من فشلوا قاريا وعربيا وعالميا أيضا وسقطوا أمام منتخبات عملاقة وأخرى مجهرية، ولم يحققوا ما حققته بلدان عريقة وأخرى صغيرة، وتساوت نتائج أبطاله مع أقلهم خبرة، يجب أن يحاسب على إلحاق الإهانة بالجزائر في كل المحافل الرياضية، وعلى تبذير المال العام والتقاعس في وضع حدّ للمهازل، وغض الطرف عن محترفي الفشل وعن ممارستهم هواية السياحة والاستجمام واستكشاف البلدان في رحلات مدفوعة التكاليف. كان بمقدور الرياضة الجزائرية أن تدعّم رصيدها من الذهب لو استحدثت اختصاصات في رياضات ''فن الكلام'' و''المناورة'' و''اللّعب على الحبلين'' وفي ''لغة الخشب'' و''تقاذف كرات المسؤولية''.. فذلك، على الأقل، سيعوّض عدم احتساب ميداليات رياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة في الجدول العام للميداليات لتحديد ترتيب المشاركين.. فلم ينس العرب والأفارقة، ممّن استضفناهم في طبعة 2007 للألعاب الإفريقية بالجزائر، بأننا ''اجتهدنا'' لسرقة المركز الريادي، بتلك المناورة التي لا يتقن مسؤولونا سواها لإخفاء ''إعاقة'' الرياضة الجزائرية. [email protected]