كان مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، أحد أبرز أحداث سنة,2011 حيث أثار مقتله في مطلع ماي الماضي بمنطقة أبوت آباد بباكستان، لغطا كبيرا حول حقيقة مقتله، في غياب صورة واحدة تؤكد العملية التي قامت بها فرقة كومندوس أمريكية، قبل رمي جثته في البحر. لكن الشيء البارز أيضا في عملية تصفية بن لادن، هو مسلسل سقوط رؤوس تنظيم القاعدة واحدا تلو الآخر، حيث قتل كل من عبدالرحمن عطية المصراتي الليبي، وأنور العولقي الأمريكي اليمني. وتأتي بعد هذين القياديين الكبيرين أسماء كثيرة من الصف الثاني والثالث في تنظيم القاعدة. وفي هذا السياق، تشير تقارير استخباراتية وإعلامية إلى أن السياسة الأنجع لمحاربة تنظيم ''القاعدة'' بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية، تقوم على الاغتيالات وتصفية كوادر التنظيم أولاً، ثم قادة الصف الثاني، قبل أن تنتقل إلى تصفية رؤوسه. وتولّى هذه المهمة برنامج خاص تابع لوكالة الاستخبارات المركزية ''سي آي إيه''، شرع فيه منذ العام 2004 بالتعاون مع شركات حرب خاصة، أبرزها ''بلاك ووتر'' التي برز اسمها في العراق، من خلال سلسلة من عمليات القتل و''الأخطاء'' في حق علماء ومواطنين عراقيين. وحسب المتتبعين لبرنامج ''سي آي إيه'' منذ 2004، فقد جعل العام 2011 هو عام ''قطع رؤوس'' التنظيم، وقبل الوصول إلى محطة تصفية كل من بن لادن والعطية والعولقي، افتُتح مسلسل التصفية بقتل نك محمد، الزعيم الطالباني المقرّب من أسامة بن لادن والملا عمر في 2004، ولحق به القائد الميداني أبو حمزة ربيعة المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف. وكان اغتيال أبو مصعب الزرقاوي، زعيم ''قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين''، بغارة أمريكية، ضربة قوية للتنظيم خلال الحرب في العراق. وخلال عامي 2008 و2009، جرى تكثيف برنامج ''سي آي إيه'' الذي مكّن من قتل أكثر من 34 من قادة طالبان والقاعدة، أبرزهم زعيم ''طالبان'' باكستان بيت الله محسود في 5 أوت .2009