خرج، أمس، قرابة 250 ألف متظاهر عقب صلاة الجمعة في عدد من المدن السورية، حسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، استجابة لطلب المعارضة التي دعت إلى التظاهر في ''جمعة الزحف إلى ساحات الحرية''، فيما أشار المرصد نقلا عن ناشطين سياسيين في سوريا استخدام قوات الأمن السورية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحشود التي رفعت شعارات تطالب الوفد العربي المراقب بتقصي الحقائق وعدم الاكتفاء بما تسمح به السلطات الرسمية السورية من تضليل، على حد قول المرصد السوري المعارض. أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة حماة شهدت سقوط خمسة أشخاص على الأقل، في حين أصيب أكثر من عشرين آخر إثر إطلاق الرصاص الحي من طرف قوات الأمن السورية. من جانب آخر أكد المرصد أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الأمن والجيش السوري الحر المعارض في ضاحية دمشق وبالضبط في ضاحية دوما. في غضون ذلك جاءت تصريحات العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش السوري الحر المنشق والمقيم تحت حماية تركيا، أنه أصدر أوامر لكل المنتمين للجيش السوري الحر بوقف الهجمات ضد قوات الأمن السوري الرسمي، إلا في حالات الدفاع عن النفس، في تأكيد له على أن الجيش المنشق يسعى للتأكيد على استمرار العنف من طرف النظام السوري في حق المتظاهرين المدنيين العزل. جاءت تصريحات العقيد رياض الأسعد عبر الهاتف مع وكالة الأنباء ''رويترز''، حيث أشار إلى أن مقاتليه أبدوا الرغبة والاستعداد لمقابلة وفد المراقبين العرب، في تأكيد على النية في توضيح الصورة الحقيقية، مضيفا في سياق حديثه أنه لم يتمكن إلى الآن أي من المقاتلين لقاء أعضاء الوفد العربي. وبخصوص وقف الهجمات التي أعلن عنها العقيد الأسعد، أكد مراسل الوكالة أنه من الصعب التأكد من التزام المقاتلين المنتمين للجيش الحر بأوامر الأسعد المقيم في تركيا. في غضون هذه التطورات الميدانية، نفى رئيس البعثة العربية المراقبة كل الاتهامات التي نسبت للوفد، مشيرا إلى أن المراقبين مستمرون في عملهم بالرغم من المشقة الكبيرة والضغوط التي يتعرضون لها من طرف الحشود التي تسعى لإيصال صوتها، وقد أشار في سياق متصل إلى أنه بالنظر للتأويلات المغرضة لتصريحات أفراد البعثة، فإنه سيتم التعامل بالبيانات.