إصابة عسكريين كويتيين من أعضاء البعثة العربية بجروح خرج الرئيس السوري، أمس، ليخاطب شعبه والعالم للمرة الرابعة منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا، حيث عاد لاتهام أطراف عربية ودولية بالتآمر على سوريا، مجددا عزمه على تطبيق سلسلة من الإصلاحات التي سبق أن أعلن عنها، من قبيل إعادة تشكيل الحكومة، وطرح الدستور الجديد على الاستفتاء الشعبي وتنظيم انتخابات برلمانية في أجل أقصاه شهران، أي في مارس المقبل. يبقى المحور الداخلي من أهم المحاور التي تطرق لها الرئيس بشار الأسد في خطابه أمام حشد من الرسميين في مدرج جامعة دمشق، حيث ركز على الأزمة التي تعيشها سوريا بقوله إن السلطة لم تعط الأمر بإطلاق النار على المدنيين، مؤكدا في سياق الخطاب أن ''الأولوية القصوى الآن هي استعادة الأمن الذي تميزنا به لعقود حتى على المستوى العالمي، وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين والقتلة ومن يحمل السلاح الآثم، بيد من حديد''. واعتبر الرئيس السوري أن إطلاق النار في سوريا يتم فقط عند الضرورة القصوى، في تأكيد على أن الأوامر تقتصر على متابعة حاملي السلاح دون سواهم: ''لا يوجد أي أمر على أي مستوى لإطلاق النار على المحتجين إلا في حالات الدفاع عن النفس ومواجهة المسلحين''، مضيفا في ذات السياق أن النظام سيضرب بقبضة من حديد حاملي السلاح ''لا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح''. وردا على خطابه، اعتبرت المعارضة، ممثلة في المجلس الوطني السوري الذي يقوده برهان غليون، أن ''خطاب الرئيس كان مخيبا للآمال ويكشف عن حقيقة النظام''، حيث أكد رئيس المجلس، برهان غليون، من إسطنبول التركية، أمس، أن ''الرئيس السوري لم يفهم الرسائل التي بعثها له المتظاهرون السوريون، والتي طالبوه فيها بالتنحي عن الحكم''، مشيرا أن النظام ''قطع أي فرصة لمبادرة عربية أو غير عربية''. واعتبر رئيس المجلس أن الرد الوحيد على خطاب الرئيس السوري يكمن في مواصلة الثورة والعمل على التدويل، مؤكدا أن وفدا عن المجلس سيتوجه إلى الأممالمتحدة لحشد الدعم لإحالة الملف السوري على مجلس الأمن. وفي هذه الأثناء، واصلت الوفود العربية المراقبة عملها في المدن السورية، حيث أفادت وزارة الدفاع الكويتية أن اثنين من عسكرييها المشاركين في بعثة المراقبة أصيبا بجروح وهم في طريقهم إلى مدينة اللاذقية، دون ضرر كبير. للإشارة فإن تعداد الوفد المراقب بلغ 165 مراقب من مختلف الدول العربية. بينما قال قائد عسكري إسرائيلي أمام لجنة برلمانية، أمس، إن إسرائيل تتخذ استعدادات لاستقبال لاجئين من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد في حالة سقوط حكمه.