قال حسين العودات، الناطق الرسمي باسم ''هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطية''، المعارضة في سوريا، إن خطاب الرئيس السوري جاء مخيبا للآمال وبعيدا عن تطلعات الشعب السوري. كيف وجدتم خطاب الرئيس السوري الرابع منذ انطلاق الأزمة؟ خلاصة الخطاب مخيبة وتؤكد أن السلطة السورية ترفض التغيير الحقيقي، كما ترفض الاستماع لما يدور في الشارع السوري، إذ تستمر في رفض الحوار الحقيقي وكل الحلول الممكنة للخروج من الأزمة. كل ما جاء في الخطاب يؤكد أن السلطة مصرة على المضي في نفس النهج والاكتفاء بالحل الأمني. جاء في الخطاب أن السلطة مستعدة للحوار مع المعارضة لولا عدم استعداد هذه الأخيرة، على حد قول الرئيس الأسد، في إشارة إلى الانقسام؟ المشكلة ليست في انقسام المعارضة، المشكلة في المعنى الحقيقي لمفهوم الحوار لدى هذا النظام، فهو يعتقد أن الحوار يكون من خلال لقاء بعض الأسماء المعارضة والاتفاق على تعيين البعض منها في الحكومة. لكن المعارضة السورية لا تهتم بمناصب وزارية بقدر ما تهتم بتغيير الوضع في سوريا ووقف إراقة الدماء. من هنا نحن في التنسيقية نعتقد أن الحوار الحقيقي يتطلب سلسلة من الإجراءات لوضع الحوار في سياقه الصحيح، ومن ذلك أن يتم سحب الجيش من المدن، إطلاق سراح المعتقلين، توفير حق التظاهر السلمي، وغيرها من الإجراءات التي تمثل الأرضية السليمة قبل الشروع في أي حوار. خطاب الرئيس تحدث عن إرهابيين ولم يتطرق للمتظاهرين السلميين، ما يعني أنه يعتبر أن كل من تظاهر ينتمي إلى الإرهابيين، وهو كلام مغلوط لا يمكن أن نوافق عليه، ونعتقد أنه يتناقض مع الحديث عن الحوار، والسلطة لا تعترف إلى الآن بأن هناك متظاهرين سلميين يطالبون بالتغيير. قلتم إن الحوار الذي تتحدث عنه السلطة يكتفي بمنح مناصب وزارية للمعارضة، هل هذا يعني أنكم تلقيتم مثل هذا العرض؟ في الواقع الهيئة لم تتلق أي دعوة من طرف السلطات السورية، كل ما في الموضوع أن هناك محاولات أو بالأحرى محاولة واحدة منذ حوالي شهر، غير أننا أدركنا أن هذه المحاولة تهدف لضم المعارضة إلى السلطة وهو ما نرفضه. هل تعتقدون أن موقف السلطة المعلن في الخطاب من شأنه تقريب وجهات نظر المعارضة بين الهيئة في داخل سوريا والمجلس الوطني السوري في الخارج؟ نحن نسعى على الدوام من أجل توحيد جهود المعارضة السورية من أجل الصالح العام، نحن في الهيئة نعتقد أنه لا بد من التوصل إلى خريطة طريق بين المعارضة، بالرغم من فشل أول المحاولات، لكن مع ذلك مانزال على اتصال مع أعضاء من المجلس لتحقيق هذا الهدف. مع ذلك يظل الخلاف حول التدخل الأجنبي والموقف من الجيش الوطني الحر؟ موقف الهيئة بهذا الخصوص واضح منذ البداية، نحن نرفض التدخل العسكري في سوريا، لأنه يجلب من الدمار أكثر مما يخدم مصلحة الشعب السوري، ولأن أمامنا بدائل يمكن أن نستعين بها لوضع حد لهذه الأزمة دون اللجوء لهذا الحل المتطرف. أما بخصوص الجيش السوري الحر، قلنا إننا نحيي كل جندي رفض إطلاق النار على المدنيين وانشق عن الجيش السوري ونتفهم موقفهم، غير أننا نرفض في ذات الوقت أن يضع الجيش الحر نفسه بديلا عن الأطراف السياسية ويقرر مصير البلاد.