''الإعلام العربي يتجاهل المعارضة في الداخل خدمة لأجندة محددة'' أكد السيد حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية للتغيير، أن التغييب الإعلامي الذي تتعرض له الهيئة، راجع إلى سعي الإعلام العربي لفرض المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون على أنه المتحدث الشرعي باسم السوريين، رغم أن المعارضة داخل سوريا هي الأقدر على التعبير عن آراء السوريين، في إشارة إلى أن الهيئة تضم أكثر من 15 حزبا وعددا من الشخصيات الفاعلة في المجتمع السوري. يُسجل تغييب شبه كلي للمعارضة داخل سوريا، ما حقيقة الدور الذي تقوم به؟ في الواقع هذا ليس ذنبنا، نحن نعيش في سوريا ومستمرون في دورنا، ما يجب التأكيد عليه أن المعارضة الداخلية نجحت في أن تنسق فيما بينها على اعتبار أن التنسيق يضم أكثر من 15 حزبا سوريا معارضا وعددا من الشخصيات والناشطين السياسيين، وعليه أعتقد بأنه يصعب تجاهل المعارضة الداخلية، غير أن ما نشهده أن الاهتمام الإعلامي يصب في اتجاه واحد، ويسعى إلى تجاهلنا، إذ لا بد التذكير أن هناك إعلاما عربيا مدعوم من طرف دول إقليمية تسعى لفرض وجهة نظرها، ومع ذلك نحن نسعى لأن نتواجد من خلال الإعلام المستقل الذي يسعى لإتاحة الفرصة لكل الأطراف للتعبير عن وجهات نظرها. من جانب آخر أعتقد بأنه لا يمكن تجاهل المعارضة الداخلية، ببساطة لأننا نحن الموجودون على الأرض وفي وجه المخاطر. رغم ذلك، العالم لا يسمع إلا لصوت المجلس الوطني السوري، هل تعتقدون بأنه فعلا يتحدث باسم الشعب السوري مثلما يقول؟ لا أعتقد بأن العالم يعتبر المجلس الوطني السوري المعارض على أنه صوت الشعب السوري. هذه محاولة يقوم بها المشرفون على المجلس من أجل التأكيد على أن لسان حال المعارضة والشارع السوري، لكن الواقع يكذب هذه الأطروحة، ولكم أن تلمسوا ذلك من خلال اللقاءات التي أجراها رئيس المجلس برهان غليون مع العديد من ممثلي الدول الغربية، فقد تأكد أن هذه الدول تطالب المجلس بضرورة التنسيق مع المعارضة الداخلية، وبالضبط مع هيئة التغيير الديمقراطي، إلى الآن لم تقم أي دولة بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري لأنه لا يحظى بالإجماع على أرض الواقع. وأعتقد أن الجامعة العربية تأكدت هي الأخرى من هذه الحقيقة، ففي اللقاء مع المعارضة أكد الأمين العام للجامعة السيد نبيل العربي على ضرورة التنسيق بين كل أطراف المعارضة من أجل توحيد الموقف. ما يمكنني التأكيد عليه أننا نسعى إلى بلوغ أرضية مشتركة بين المعارضة في الداخل والخارج، والتوصل إلى تصور مشترك لمستقبل البلاد، ونحن حاليا بصدد التشاور والتنسيق من أجل إقامة مؤتمر سوري مشترك بمعية الجامعة العربية. أكدت المعارضة في الخارج موقفها صراحة بضرورة إسقاط النظام، ومنها من دعا إلى التدخل الأجنبي لوقف إراقة الدماء، هل توافقون هذا الطرح؟ نعتقد بأن النظام الحالي أضاع الكثير من الفرص ومازال يماطل في الاستجابة للحل العربي، ومع ذلك ل نزال في انتظار نتائج الوساطة العربية وتنفيذ ما جاء في المبادرة من خلال وقف إراقة الدماء والسماح للمراقبين والوفود الإعلامية وكل المنظمات الحقوقية في التنقل بكل حرية في البلاد للوقوف على حقيقة سلمية الثورة، وفي اعتقادنا لا بد من ترك الفرصة للمبادرة العربية للتجسيد ميدانيا، مع العلم أن هذه المبادرة تحظى بالدعم الدولي، والكل ينتظر نتائج تقريرها النهائي، نحن من جهتنا نؤكد في كل لقاءاتنا مع السفراء الموجودين في سوريا على أن السوريين يطمحون لإقامة نظام ديمقراطي يحترم الحريات ويفصل بين السلطات، وأعتقد بأنه يمكننا التوصل لذلك دون إراقة دماء المدنيين ودون تدخل أجنبي، إذ نعول على المؤتمر السوري المشترك للخروج برؤية واضحة لإنقاذ سوريا.