أوضح الناشط السياسي المصري ورئيس مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة، إبراهيم الدراوي، أنه من مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية التواصل مع الإسلاميين في مصر، بعد فوز حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين على نحو 45 بالمئة من نواب مجلس الشعب، وفوز مختلف التيارات الإسلامية على ما مجموعه 65 إلى 70 في المئة من المقاعد. وأكد إبراهيم الدراوي، أحد القيادات الشابة للثورة المصرية، في اتصال مع ''الخبر''، أمس، أن من مصلحة الإخوان المسلمين أيضا أن يكون هناك اتصال مع الأمريكيين لطمأنة المجتمع الدولي وتقديم رؤية واضحة حول مشروعاتهم التنموية، واصفا لقاء قيادات من الإخوان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، وليام بيرنز، بأنه يدخل في إطار مرحلة بناء الثقة مع أمريكا والدول الأوروبية، حيث أشار إلى أن هناك اتصالات بين الإخوان وممثلين من عدة دول أوروبية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وبخصوص رفض الإخوان التواصل مع الأمريكيين قبل الثورة المصرية، قال الدراوي: ''الإخوان رفضوا من قبل التعامل مع الأمريكيين إلا عبر الخارجية المصرية، أما إذا كانت هناك لقاءات مع أحزاب سياسية مصرية وقوى مختلفة، فمن مصلحة الإخوان عبر حزب الحرية والعدالة لقاء الموفد الأمريكي''. أما فيما يتعلق بالدعم المالي الذي تقدمه أمريكا لهيئات غير حكومية تنشط في مصر، أشار إبراهيم الدراوي، الذي كان من القيادات الشابة خلال الثورة، إلى أن الإخوان المسلمين يرفضون من حيث المبدأ تلقي أي دعم مالي من الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن إن كان هذا الدعم سيوجه لمصر وبدون شروط فالإخوان أعلنوا أن ذلك لا ضير فيه''. وحول إعلان السفير الإسرائيلي عن إعطائه الضوء الأخضر للتفاوض مع إسرائيل، قال الناشط السياسي المصري: ''لا أعتقد أن الإخوان المصريين سيجلسون مع السفير الإسرائيلي للتفاوض، لأنهم يعتقدون أن إسرائيل هي عدوهم وليست فقط عدوا للفلسطينيين، وأن الإخوان يرفضون في أدبياتهم التعامل مع إسرائيل سياسيا واقتصاديا، ويقاطعون منتجات الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، فما بالك أن يتعاملوا هم معها''. وعلى الصعيد الداخلي، أشار الدراوي إلى أن الإخوان المسلمين أبدوا استعدادهم للتحالف مع جميع القوى السياسية لتشكيل حكومة ائتلافية، ولكنه استبعد تشكيل الإخوان حكومة ائتلافية مع السلفيين فقط، مشيرا إلى أن الإخوان يرغبون في التحالف مع الجميع بدون استثناء، لكن السلفيين يرفضون دخول حكومة يشارك فيها الماركسيون واللبراليون. وفي هذا الصدد، قال الدراوي: ''من دخل اللعبة السياسية فعليه أن يتعامل بمنطق السياسة لا بمنطق التقية الذي تتعامل به بعض قيادات السلفيين، لأن ذلك سيعيدنا 60 سنة إلى الوراء وليس 30 سنة''، مضيفا أنه لا بد من التعامل مع المسيحيين مثلا على أنهم فصيل مصري له كل الحقوق، والإسلام ضمن للجميع حقوقهم حتى غير المسلمين. وأكد الناشط السياسي المصري أن مجلس الشعب، الذي سيعقد أول اجتماع له يوم 23 جانفي الجاري، لديه كامل الصلاحيات في تشكيل الحكومة وإعداد الدستور القادم وإعطاء الصلاحيات للرئيس القادم، مشيرا إلى احتمال إلغاء مجلس الشورى في مرحلة مقبلة، وإن كانت عملية انتخاب أعضائه ستبدأ يوم 29 جانفي وعلى مرحلتين.