اكتساح الإخوان للبرلمانات العربية أمر متوقع أكد محمد مهدي عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، أنه كان يستشعر صعود تيار الاخوان في العالم العربي إلى سدة الحكم منذ تولي حركة حماس مقاليد الحكومة في غزة منذ عام 2006، مشيرا إلى أن ثقته في قوة تنظيم الإخوان في العالم كله تمتد إلى أبعد مدى دون الوصول إلى درجة الغرور أي إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى. * وحول التصريحات التي أطلقها قيادات الإخوان في مصر حول تشكيلهم للحكومة في حال فوزهم بأغلبية البرلمان رغم تطبيق النظام الرئاسي في مصر ورفض المجلس العسكري لتغيره قال عاكف في حواره ل الشروق: "نحن لا نريد استباق الأمور، لكن نحن بالفعل قادرون على تشكيل الحكومة، وحين يرى المجلس العسكري قوتنا وحجمنا بعد انتهاء الانتخابات سيعرف المجلس العسكري احقيتنا في تشكيل الحكومة وسيعلم كل منا حجمه الحقيقي، ونحن لم نغير وجهة نظرنا تجاة المجلس العسكري بأنه حامي الثورة وهو حجر الزاوية لاستقرار البلاد في هذا الأمر، وحول تصريحات اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس العسكري بأنه لا يحق للأغلبية البرلمانية تشكيل الحكومة، لأن هذا يخالف الإعلان الدستوري قال عاكف: "كل واحد يقول ما يشاء لكن عندما يأتي البرلمان نتحدث الذي هو صاحب الحق في كل شيء، والدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، قال إنه ليس هناك صراع ولكن هناك تفاهم، مشيرا إلى أن الإخوان سيكونون أحرارا حول تشكيل الحكومة أم لا إذا حصلوا على أغلبية وهم لن يتمسكوا بشيء إلا لمصلحة مصر التي يتفق معهم فيها المجلس العسكري، وبالتالي سيحدث تعاون بينهم. * ونفى عاكف وجود صفقات بين الاخوان والمجلس العسكري، وشدد على أنه ليس في قاموس الإخوان كلمة صدام والمجلس العسكري ألزم نفسه بإدارة شؤون مصر وحينما تضطره الظروف أن يقول شيئا مغايرا فالإخوان وكل الشعب سيصححون له الخطأ، مؤكدا أنهم يتعاونون مع المجلس العسكري وكل الناس حول ما يقوله صوابه وإذا أخطأ ننبه. * * التنسيق مع كافة التيارات * * وأشار إلى أن الإخوان ليس لديهم أي مانع في الدخول في التنسيق مع أي الاطراف لخدمة مصر بما في ذلك العلمانين واللبراليين، مضيفا: "ان الجماعة لا تعتزم التنسيق مع السلفيين خلال المرحلة المقبلة، إلا أن الظروف في البرلمان القادم قد تقتضي التعاون مع كافة الأطراف بما في ذلك نواب الكتلة المصرية. * وأضاف عاكف أن المرحلة الأولى من الانتخابات أظهرت من هو الشعب المصري بعظمته وفهمه ووعيه وأنا لم أفقد ثقتي فيه، موضحا أنه توقع أن يحصل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة على 40 % من مقاعد المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب لأن الشارع المصري يرى أن حزب الحرية والعدالة لديه ثقل كبيرة. * ولفت إلى أن العلاقة بين الإخوان والحزب منفصلة تماما غير أنه قال أن توجيهما واحد * والتشاور بينهما قائم ومرجعيتهما واحدة. وحول الاتهامات الموجهة من قبل القوى السياسية لحزب الحرية والعدالة باستخدام الدعاية الانتخابية يوم الانتخابات، قال عاكف: لا أدرى ما هي المخالفات ولا أعير لها اهتماما وأدعو الإخوان وكافة الفئات أن يكفوا عن أي مخالفة، وأنا ذهبت للجنة الانتخابات وسعدت بالخلق والروح، فالذين يتماحكون في المخالفات فأقول لهم لا داعي لهذا الكلام. * * * "العيال بتوع التحرير" * * وحول أحداث ميدان التحرير الأخيرة وشارع محمد محمود، وغياب الإخوان عن الميدان وتوجيه الاتهامات لهم بالتخلي عن الثورة رد عاكف غاضبا: للأسف أن ما حدث في التحرير كان فتنة وسعى البعض الى جر الإخوان لها وان من قاد الفتنه مجموعة من اللواءات المحسوبين على حبيب العدلي السابق قادوا مجموعة من "الحمير" واستخدموا الرصاص الحي بغباء للمرة الثانية، وعلى الطرف الآخر نرى ان "شوية العيال اللي في التحرير اندس بينهم البلطجية واستخد عدد منهم السلاح وردوا بعنف على الداخلية واثاروا الفتنة"، كان على الجماعة ان تنأى بنفسها عن تلك الفتنه. * وحول انقسام عدد من شباب الإخوان عن الجماعة وأكد أن ما تمر به الجماعة الآن والتي يصفها الإعلام بالانشقاقات هي أمور طبيعية ونتاج لتبادل الآراء، داعيا الجميع إلى احترام وجهات نظر الآخر، والجماعة تتطلع إلى كل الآراء بشرط أن تكون طبقا للمؤسسية واللوائح وأخلاق وأدبيات الإخوان، مشيرا إلى أن الجماعة تكتسب قوتها من قوة مؤسساتها التي تقوم على الشورى، وتتخطى كل الصعاب برأيها المبني على الديمقراطية. * * انقسام اخوان الجزائر * * ولفت عاكف إلى أن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين هدفه نهضة الإسلام على المستوى العالمي، لكن مصر لها خصوصياتها وأحزابها وشعبها، نافيا تدخل التنظيم العالمي في شؤون مصر، مضيفا: "نحن الهيئة الإسلامية الوحيدة على مستوى العالمين العربي والإسلامي التي تحمل مشروعا نهضويا للأمة ضد إسرائيل والأمريكان، والثورة أثبتت أن الإخوان كانوا العمود الفقري لها دون أن يعلنوا ذلك، وكانوا في قلب الثورة، والمتخوفون من الإخوان عليهم أن يراجعوا أنفسهم، وعلى الجماعة ألا تعيرهم أي اهتمام وأن تسير في طريقها دون الالتفاف إلى من يهاجمونها، وتكون أفعالها خير رد عليهم. * وحول قضية انقسام اخوان الجزائر وفشله في رأب الصدع بين فريق عبد المجيد مناصرة وفريق ابو جرة سلطاني، ثار عاكف واشتد غضبه ورد بانفعال: "لست مسؤلا عن هذا الأمر ولا ادري ما الحل مع إخوان الجزائر ولن اعلق على تلك الاحداث"، وطلب إنهاء الحوار