أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي، أمس، أن تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها في ليبيا بشأن وقف المسار الانتخابي في الجزائر ليست تدخلا في الشؤون الداخلية للجزائر، التي اعتبرها البديل الاقتصادي الأول لتونس. وأعلن المرزوقي أنه سيزور الجزائر قريبا وسيقترح تفعيل اتحاد المغرب العربي وفق ''الحريات الخمس''. قال الرئيس المرزوقي لصحيفة ''الصباح'' التونسية ردا على ما أثارته تصريحاته من ردود فعل غاضبة في الجزائر إن ''تصريحاتي حول الجزائر لم تكن تدخلا في خيارات الإخوة الجزائريين، وأراهن على العلاقات الثنائية، ولا أعتقد ذلك إطلاقا ما أردت قوله، هو أننا تاريخيا جربنا ما يؤدي إليه عدم الاعتراف بنتائج الصندوق الانتخابي من مشاكل، أنا لا أريد أن أحكم على إخوتنا الجزائريين، هم أدرى بمشاكلهم وبطريقة حلها، لكن مستقبلا أقول لا بد من القبول بما يفرزه صندوق الاقتراع، وسنرى ما سيفعله الإسلاميون، هل سيمارسون الديمقراطية الحقة، وهل سيقبلون بالتداول الانتخابي''، وأضاف ''تصريحاتي كانت في هذا السقف بالذات، ولم تكن تدخلا في خيارات الجزائريين أو في طريقة حكمهم''. وكان الرئيس التونسي يشرح مقصده من تصريحات أدلى بها خلال زيارته إلى ليبيا قبل أسبوع ، قال فيها إن اعتراض وصول الإسلاميين إلى السلطة خطأ كبير، واعتبر أن توقيف المسار الانتخابي في الجزائر عام 1992 كان خطأ قاد البلاد إلى دوامة العنف. واعتبرالمرزوقي أن الجزائر تمثل البديل الاقتصادي الأول لتونس، موضحا أن ''الجزائر هي البديل لليبيا، لدينا مصالح مشتركة، واقتصادنا يمكن أن يتوحد مع نظيره الجزائري.. وشخصيا أعطي أهمية كبرى لعلاقاتنا بالإخوة الجزائريين، وسأذهب إلى الجزائر لأقول لهم إننا بحاجة إلى بعضنا البعض، وبطبيعة الحال، فإن أمن حدودنا، وتطور الوضع هناك مرتبط بالجزائر، وبالتالي فإنني أضع العلاقات التونسيةالجزائرية على قدم المساواة مع ما ينبغي أن تكون عليه بليبيا، أو المغرب،ونفس الشيءلإخوتناق في موريتانيا''. وأوضح المرزوقي أن النظامين الديكتاتوريين في تونس وليبيا، كانا العقبة الأكبر في مسار اتحاد المغرب العربي، وأعلن عن سعيه لتفعيل هذا الاتحاد عبر تفعيل ما يصفه ب''الحريات الخمس''، ويعني حرية التنقل بين البلدين وبين كامل بلدان المنطقة بوثيقة بطاقة التعريف، وحرية الاستقرار وحرية العمل وحرية التملك، و''أضفت حرية خامسة، هي حق المشاركة في الانتخابات البلدية للمستقرين''. وأكد الرئيس التونسي أنه سيطرح على رؤساء المغرب والجزائر وموريتانيا هذا المشروع ''تغيرت الكثير من العقليات، وأننا سنذهب سريعا باتجاه الفضاء المغاربي، مع حفاظ كل دولة على خصوصيتها واستقلالها وسيادة قرارها''.