خصّ الرئيس التونسي، السيد المنصف المرزوقي، جريدة ''الخبر'' بحوار مطول تطالعونه غدا الأحد، جدد فيه أمنيته في أن تتعاطى الجزائر إيجابيا مع مبادرة إعادة الحياة للفضاء المغاربي، انطلاقا من عقد قمة مغاربية في القريب العاجل، ولم يخْف المرزوقي أمنيته أن تحضنها تونس. اغتنم الرئيس المنصف المرزوقي مناسبة لقائه ب''الخبر''، ليذكّر بطبيعة العلاقات ''العضوية'' بين الجزائروتونس، ''والتي أساء إليها الديكتاتور بن علي''. وكشف، في هذا المجال، كيف أنه تألم كثيرا عندما كانت تساء معاملة الجزائريينبتونس في عهد الرئيس المخلوع، قبل أن يستطرد: ''من نتائج الثورة التونسية إعادتها لتيار المحبة والأخوة بين الشعبين. وزيارتي إلى الجزائر في شهر فيفري القادم تدخل في هذا الإطار''. كما أوضح محدثنا بأن ''تونس تنتظر الكثير من الدعم المعنوي من شقيقتها الجزائر في هذه الظروف الصعبة، انطلاقا من حقيقة أن الجزائر عندما تمرض تصاب تونس بالحمى''. ووصف المرزوقي موقف الجزائر من الثورة التونسية، التي تحتفل اليوم بذكراها الأولى، ب''الخيار الصائب''، وهو الموقف النابع من قناعته بأن ''الموقف الأحسن في مثل هذه الحالات هو عدم تدخل الدول المجاورة، وفسح المجالات أمام ثورات الشعوب لتأخذ مسارها الطبيعي''. وعبّر الرئيس التونسي عن امتنانه للدور الذي لعبته الصحافة الجزائرية، ''التي لم تتخل عنا لحظة، طيلة مسارنا النضالي، فكانت خير سند لنا في مواجهتنا للديكتاتور ونظامه''. وجدد الرئيس التونسي، الذي استقبلنا في قصر قرطاج، بالقليل من البروتوكول والكثير من الحميمية، رفضه لأي تدخل أجنبي في سوريا، وكشف تخوفه من احتمال فشل الثورة السورية ''التي تشرذمت وتسلحت وتطيفت''. الحوار الشيق مع الرئيس التونسي، الذي دعانا إلى عدم مناداته ب''صاحب الفخامة''، امتد لما يقارب الساعة والنصف بقاعة استقبال مكتبه. وتصيدت ''الخبر'' الفرصة لتفتح معه الكثير من الملفات، كما هو شأن مفهومه للندية مع فرنسا، وتقييمه لمسار الإصلاحات في الجزائر، والوضع السياسي والاقتصادي في تونس، بعد سنة من الثورة، وموقفه من تدخل الناتو في ليبيا، ومستقبل العلاقات السعودية التونسية على ضوء إصرار الرياض على استضافة زين العابدين بن علي، وميثاق تحالفه، وهو الذي اشتهر بمواقفه اليسارية، مع ''النهضة'' ذات التوجه الإسلامي، وغيرها من المواضيع.