يقوم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بزيارة رسمية إلى تونس يوم 14 جانفي الجاري، وقالت الرئاسة التونسية أن رئيس الجمهورية سيشارك في الاحتفالات المخلدة للذكرى الأولى للثورة التي أطاحت بالنظام التونسي السابق، وأعلنت أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي سيزور الجزائر بعد أسابيع، كما أكدت على العلاقات الإستراتيجية والتاريخية التي تربط البلدين، مستغربة تأويلات تصريح المرزوقي من ليبيا بخصوص إيقاف المسار الانتخابي في الجزائر. يشارك الرئيس بوتفليقة في الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة في تونس يوم 14 جانفي الجاري، حسبما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التونسية مساء أمس جاء فيه أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة »سيشرفنا رئيس الجمهورية بزيارة تونس بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة 14 جانفي«. وكشف البيان الذي أوردته وكالة الأنباء التونسية عن زيارة وشيكة منتظرة بعد أسابيع سيقوم بها رئيس الجمهورية التونسية الذي انتخب من قبل المجلس التأسيسي قبل ثلاثة أسابيع إلى الجزائر، مدرجا الزيارة في خانة قناعة المرزوقي »بأهمية العلاقات بين البلدين الشقيقين وسعيا منه لترسيخها وتطويرها«. وسبق أن لمح الرئيس المرزوقي قبل أيام إلى شكل التعاون الذي تطمح إليه تونس في المرحلة الراهنة مع الجزائر، حينما دعا في مقابلة تلفزيونية، الحكومة الجزائرية لمساعدة تونس في هذه الفترة الحرجة من تاريخها، حيث قال »إخواننا في الجزائر بمقدورهم مساعدتنا عن طريق تشجيع السياحة إلى تونس، وكذا عن طريق تنمية المناطق الحدودية بين البلدين«، معربا عن أمل الحكومة التونسية في استجابة الجزائر لهذا المطلب لما سيكون له من أثر إيجابي كبير على سكان هذه المناطق من التونسيين. واستغلت الرئاسة التونسية فرصة الإعلان عن زيارة الرئيس بوتفليقة لتتبرأ من التعاليق والقراءات التي نشرتها بعض الصحف العربية قبل أيام بخصوص التصريحات التي أدلى بها الرئيس التونسي خلال زيارته إلى ليبيا الأسبوع الماضي، وقالت الرئاسة التونسية »إنها تستغرب هذه المقالات والتعليقات التي اعتبرت أنها حرفت خطاب رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي في ليبيا ولمحت إلى محاولة تدخل في الشأن الجزائري الداخلي«. وأكدت رئاسة الجمهورية التونسية »أن العلاقات التاريخية والإستراتيجية التي تربطها بالجزائر ضاربة في القدم ولا يمكن أن تمسها تحليلات مغلوطة تفتقر إلى الموضوعية والمصادر الموثوقة«. وشددت في بيانها على احترام تونس »الكلي والمطلق« لسيادة الجزائر الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا«، وذكر البيان تصريح الرئيس منصف المرزوقي الذي أعلن فيه اعتزامه أداء زيارة للجزائر خلال أسابيع. وأشار نص البيان إلى اللفتة التي بادر بها الرئيس التونسي الجديد، تمهيدا للزيارة، حيث وافق أمس على تعيين عبد القادر حجار بصفته سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية الجزائرية بناء على طلب وصل تونس في نفس اليوم، في حين يقتضي العرف الدبلوماسي إتمام المصادقة بعد 48 ساعة على الأقل، وأكد البيان أن »هذه الموافقة أتت لتتجاوز العرف الدبلوماسي وهو ما يؤكد تميز وعراقة العلاقات بين الشقيقتين تونسوالجزائر«. وتعكس مشاركة رئيس الجمهورية في الاحتفالات المخلدة للثورة التونسية، تأقلم الجزائر التام مع التطورات والتغييرات التي تشهدها دول الجوار، كما تؤكد أن الجزائر لم تكن أبدا ضد الثورات العربية وليدة الحراك الداخلي والإرادة الشعبية، عكس ما حاولت بعض الأوساط تكريسه والحديث عن موقف جزائري رسمي متردد وضعيف بشأن الثورات العربية عموما، علما أن الجزائر كانت في مقدمة الدول التي بادرت بتقديم هبة لتونس لمساعدتها على مواجهة آثار الأزمة. يذكر أن رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي زار الجزائر في أول محطة له بالمغرب العربي، حيث التقى كبار المسؤولين في الدولة، يتقدمهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وأكد آنذاك السبسي أهمية الدور الذي تلعبه الجزائر إقليميا.