أفادت مصادر موثوقة ل"الفجر"، أن الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، سيحل بالجزائر في زيارة دولة يوم 19 من الشهر الجاري، وهي أول زيارة يقوم بها إليها بعد توليه الحكم، وتندرج في إطار جولة تقوده إلى الدول المغاربية، كان قد دشنها بليبيا الأسبوع المنصرم. ومن المنتظر أن يحمل منصف المرزوقي، رئيس تونس، في حقيبته الدبلوماسية أهم الملفات السياسية المشتركة بين بلاده والجزائر، إلى جانب الملفات السياسية المشتركة بين دول المغرب العربي، ممثلة في مسألة اتحاد دول المغرب العربي وقضية الصحراء الغربية، وهما الملفان الهامان اللذان كان قد تطرق إليهما في زيارته إلى ليبيا، مشيرا إلى أنهما سيكونان محور المحادثات مع نظرائه في كل من الجزائر، المغرب وموريتانيا. وكان المرزوقي قد وصف الاتحاد ب "الماكينة المعطلة التي يجب إعادة تفعيلها"، مضيفا "إنني واثق بأنني سوف أجد لدى القادة المغاربة تفهما وحرصا مماثلا على تفعيل هذا العمل"، ودعا في هذا السياق القادة المغاربة إلى تجاوز مسألة الصحراء الغربية، في إشارة منه إلى كل من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والعاهل المغربي محمد السادس، ما يعني أن المرزوقي سيحاول إعطاء تونس دورا جديدا في إحداث تقارب بين الجزائر والمغرب حول هذه المسألة الحساسة. ويرتقب أن يتناول الرئيس التونسي مع نظيره الرئيس بوتفليقة يوم 19 جانفي الجاري، مسألة لا تقل أهمية وتتمثل في الأحزاب الإسلامية، بعدما دعا الجزائر من ليبيا، إلى تقبلها حكم الإسلاميين، حين صرح "يجب تقبل حكم الأحزاب الإسلامية وعدم التفكير في منعها والتصدي لها كما حدث في الجزائر...لو أن الجزائريين تركوا المجال للإسلاميين في الوصول إلى السلطة لما سالت تلك الدماء الغزيرة ولما أزهقت تلك الأرواح"، إذ سيكون الرئيس التونسي مطالب بشرح موقفه للجزائر في هذه المسألة، والذي يعتبر بمثابة التدخل في الشأن السياسي الداخلي للجزائر، خاصة أن رئيس الجمهورية ومختلف المسؤولين السياسيين عبروا عن رفضهم "تلقي دروس من الخارج". وسيكون الرئيس التونسي ثاني شخصية سياسية تونسية، تزور الجزائر بعد إجراء أول انتخابات تعددية في تونس، إذ سبقه راشد الغنوشي، الأمين العام لحركة النهضة، الفائزة بالأغلبية في انتخابات المجلس التأسيسي التونسي، الذي التقى الرئيس بوتفليقة وبعض الوجوه السياسية والحزبية الجزائرية، في نوفمبر المنصرم، كما يعد المرزوقي المسؤول السياسي التونسي الثالث الذي يحل بالجزائر بعد قيام الثورة الشعبية في بلاده، بعد وزير الشؤون الخارجية محمد مولدي كافي الذي شارك في عقد اجتماع الدورة السادسة للجنة التشاور السياسية بين الجزائروتونس.