كشفت مصادر مطلعة من قطاع الطاقة والمناجم أن الجزائر ستضطر، خلال السنة الحالية، إلى استيراد أكثر من مليون طن من المازوت مع تسجيل مستوى استهلاك قياسي، في غياب برمجة إنجاز مصافي تكرير جديدة، والتخلي عن إنجاز مصفاة تيارت. أرجعت نفس المصادر ل''الخبر'' زيادة مستوى الواردات إلى ارتفاع مستوى استهلاك السوق الوطني للمازوت، خاصة مع انطلاق إنجاز برامج الاستثمار الجديدة، وتزامن ذلك مع الشروع في عمليات الصيانة وإعادة التأهيل المبرمجة سنويا، والتي ستمس في المرحلة الأولى لهذه السنة مصفاة أرزيو لتمتد إلى مصفاة سكيكدة، هذه الأخيرة التي تغطي أغلب حاجيات السوق الوطني من المازوت. من جهة أخرى، قالت ذات المصادر إن اللجوء إلى استيراد المازوت يبقى ممارسة معمولا بها دوليا لسد العجز المسجل في الأسواق، باعتبار أن عمليات الصيانة ضرورية لضمان ديمومة تزويد الأسواق الوطنية والدولية، وأن الاستغناء عن برامج الصيانة يمكن أن يتسبب في توقف وحدات الإنتاج، مما يجعل آنذاك برامج الاستيراد استعجالية ومكلفة للغاية. من جهة أخرى، قالت ذات المصادر بأن عملية استيراد المازوت التي كانت تقوم بها شركة ''نافتاك''، فرع سوناطراك المختص في تكرير المواد البترولية لصالح شركة ''نافطال''، تتكفل بها حاليا شركة سوناطراك، بعد أن تم تغيير هيكلة سوناطراك وفروعها، بضم فرع التكرير إلى سوناطراك. ومن المحتمل أن تستمر الجزائر في الاستيراد لسنوات أخرى، على عكس ما كان مبرمجا لتوقيف عمليات الاستيراد وتخفيض مستوياتها انطلاقا من 2012، بعد القيام بتعزيز القدرات التكريرية بإنشاء مصانع جديدة مثل مصفاة تيارت، المشروع الذي يبقى معلقا لعدم استيفائه للشروط الملائمة، خاصة توفر الموارد المائية.