أثار الظهور المفاجئ لنجل الزعيم الليبي، سيف الإسلام القذافي، وهو يتجوّل حرّا طليقا بين عناصر الكتائب الموالية لنظام والده، وسط العاصمة الليبية طرابلس، صباح أمس، الشكوك حول مدى مصداقية الخطابات والتصريحات التي يدلي بها قادة المعارضة الليبية إلى جانب صحة الدعاية الإعلامية التي تقدّمها قنوات تلفزيونية عالمية، والتي تخدم في معظمها الثوار لأسباب معروفة وأخرى ما تزال مستترة. فبعد أكثر من 42 ساعة عن إعلان رئيس المجلس الإنتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل عن اعتقال سيف الإسلام القذافي من طرف مجموعة من الثوار في طرابلس، ظهر سيف الإسلام صورة وصوتا، وهو يصول ويجول وسط العشرات من أنصار نظام والده في منطقة باب العزيزية، الأمر الذي شكّل حرجا كبيرا ليس فقط بالنسبة إلى الثوار وإلى القادة المجلس الإنتقالي فحسب، بل حتى بالنسبة إلى قادة التحالف الغربي وبشكل خاص إلى مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، الذين قالوا أول أمس أنهم تلقوا أدلة وبراهين على اعتقال نجل القذافي سيف الإسلام المطلوب لديها بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وكان من بين ما قاله سيف الإسلام خلال ظهوره أمام الصحافيين في طرابلس صبيحة أمس، عندما أجاب على سؤال لصحافي وكالة الأنباء الفرنسي بشأن العقيد الليبي، مؤكدا أنه بخير ومتواجد في طرابلس. غير أن اللافت في الظهور المفاجئ لسيف الإسلام القذافي، هو الروح المعنوية العالية التي ظهر بها، إلى جانب تلك الإبتسامة الساخرة التي كانت تعلو وجهه، خصوصا عندما أجاب عن سؤال طرحه عليه أحد مرافقيه حول مذكرة توقيفه من طرف المحكمة الجنائية الدولية بقوله ''طز في الجنائية الدولية''. وبدا اختيار سيف الإسلام ومرافقه الحديث عن المحكمة الجنائية والإجابة عن السؤال بتلك الطريقة، إهانة جميع خصوم والده وإحراجهم، بداية من قادة الثوار وصولا إلى مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية الذين سارعوا إلى الإتصال بقادة المعارضة الليبية للتباحث حول مسألة تسليمهم سيف الإسلام فور الإعلان عن اعتقاله. وقد تترجمت الإهانة التي ألحقها الظهور المفاجئ لسيف الإسلام بمعارضي والده، في