تساءل المتتبعون عن التغير المفاجئ الذي ميز لهجة وخطاب المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، في الفترة الأخيرة، من التفاؤل الذي رفعه عند قبوله خلافة بن شيخة على رأس ''الخضر'' إلى التشاؤم الذي طبع حديثه إلى الصحفيين خلال الندوة الصحفية التي نشطها مؤخرا في البليدة. فما هو سر هذا الانقلاب؟ التغيير، فسره مصدر عليم بتفكير جدي من المدرب البوسني في مغادرة الجزائر باتجاه قطر، عقب عروض مغرية وصلته من هناك. ولم يأت تلويح وحيد حاليلوزيتش بالاستقالة من منصبه، لأول مرة، منذ وصوله لتدريب التشكيلة الوطنية شهر أوت من العام الماضي، من فراغ، بل كان، يضيف ذات المصدر، نتيجة تفكير المدرب السابق لفيلة الكوت ديفوار في العروض المغرية التي وصلته خلال زيارته الأخيرة لقطر. حيث تردد أن الزيارة التي قادت حاليلوزيتش إلى الدوحة، نهاية شهر نوفمبر من العام الماضي، التي كان ظاهرها معاينة اللاعبين الجزائريين المحترفين هناك، تميزت بلقاء المدرب البوسني مع مسؤولين في اللجنة الأولمبية القطرية والاتحاد القطري لكرة القدم، والذين اقترحوا عليه البقاء هناك، والعمل في المديرية الفنية القطرية، أو تدريب أحد الأندية المحلية هناك، مقابل راتب خيالي وامتيازات كبيرة أسالت لعاب المدرب السابق لباريس سان جرمان. ومنذ تلك الزيارة تغيرت أحوال المدرب الوطني، وتغير خطابه، فمن التأكيد على أن ''الخضر'' سيكونون في أوج عطائهم بعد عام فقط، كما صرح بذلك شهر أوت، على هامش تربص ماركوسي، صار الكلام حاليا ''سأقول وداعا لروراوة إن فشلت في تحقيق الوثبة مع المنتخب''. حاليلوزيتش، خلال الندوة الصحفية الأخيرة، لم يكتف بذلك، بل برز أكثر بالانتقاد اللاذع الذي وجهه إلى اللاعبين والمدربين المحليين، فيما اعتبره مصدرنا رغبة من ''الكوتش وحيد'' في افتعال مشاكل يبرر بها رغبته في الرحيل. ويأتي هجوم حاليلوزيتش على اللاعبين المحليين، وتشكيكه في إمكاناتهم وقدرتهم على مجاراة المستوى العالي، مغالطة كبيرة للحقيقة، خاصة وأن هذا يحدث تزامنا مع أحداث كأس أمم إفريقيا الجارية في الغابون وغينيا الاستوائية. حيث يتألق المنتخبان التونسي والغابوني بتشكيلتين محليتين بنسبة 90 بالمائة، في هذه الدورة ال28، وما فعلاه على وجه الخصوص بالمنتخب المغربي، الذي ألحق بمحترفينا هزيمة نكراء بمراكش، جاء لينصف اللاعبين المحليين الجزائريين، الذين كانوا أقرب للفوز على الغابون في بطولة أمم إفريقيا للمحليين، التي جرت قبل عام بالسودان. المنتخب الغابوني الذي لعب بعشرة لاعبين من البطولة المحلية، ممن سبق لهم مواجهة الجزائر في ''الشان''، تمكنوا من إعادة الكرة المغربية إلى نقطة الصفر، شأنهم في ذلك شأن المنتخب التونسي الذي يضم 14 لاعبا محليا بطاقمه الفني شاركوا في دورة السودان، ممن يدينون آنذاك لضربة الجزاء الضائعة لمترف للتأهل إلى النهائي على حساب تشكيلة المدرب بن شيخة.