يغادر المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش الجزائر متوجها إلى مسقط رأسه بمدينة ليل الفرنسية، فبعدما كان مقررا أي يغادر أول أمس الاثنين، أجّل التقني البوسني ذلك إلى اليوم بعدما قرر مشاهدة لقاء وفاق سطيف ومولودية الجزائر سهرة الأمس بملعب بولوغين، وبعد الفترة الطويلة التي قضاها حاليلوزيتش في الجزائر ،خرج هذا الأخير بالعديد من الملاحظات السلبية عن الكرة الجزائرية بشكل عام وعديد القضايا التي ستعيقه في تطبيق البرنامج الذي أعدّه للرفع من مستوى المنتخب الوطني الذي يهدف إلى التأهل معه إلى نهائيات كأسي إفريقيا2013 والعالم2014. تفاجأ لضعف المنتوج المحلي أثناء معاينة لقاءات البطولة قضى المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش قرابة الشهر بين الجزائر وتنزانيا، حيث خرج بالعديد من النتائج السلبية من بينها نقص المنشآت الرياضية والتراجع الرهيب لمستوى اللاعب المحلي الجزائري مقارنة بما كان عليه في سنوات الثمانينات والتسعينات، حيث وقف التقني البوسني على المردود الهزيل للبطولة الوطنية أثناء حضوره لعديد المواجهات التي جمعت بين كبار النوادي الجزائرية. خلاصته الأولى «سعدان كان على حق باعتماده على المحترفين» من بين الأمور التي استخلصها المدرب وحيد حاليلوزيتش، هي أن المدرب السابق للخضر رابح سعدان كان على حق لما اعتمد على اللاعبين المحترفين في كأس إفريقيا والمونديال، وكل التصفيات المزدوجة المؤهلة لهاتين التظاهرتين الكبريتين، حيث تأكد حاليلوزيتش أن سعدان لم يخطئ في حق اللاعبين المحليين، رغم أنه باشر التصفيات بتشكيلة نصفها من البطولة الوطنية، على غرار جديات، عبد السلام، زاوي، رحو، قاواوي ولموشية والآخرين. أراد معاينة المحليين حتى لا يظلمهم بأحكام سابقة الشيء الذي اندهش له حاليلوزيتش خلال بقائه الطويل في الجزائر، هو إصرار ممثلي مختلف وسائل الإعلام خلال الندوات الصحفية التي عقدها على الحديث عن اللاعب المحلي وتهميشه من طرف مدربي المنتخب الوطني، حيث كان يظن التقني البوسني أن سعدان وبن شيخة لم يمنحا الفرصة لعناصر البطولة المحلية، حيث قرر مشاهدة كل الفرق الجزائرية المتألقة لعله يجد عناصر من شأنها أن تقدم الإضافة اللازمة للمنتخب الجزائري مستقبلا، لكنه اصطدم بالواقع الرهيب وهو ضعف كل اللاعبين المحليين واستحالة مشاركتهم مع المنتخب الوطني. لم يكن يتصور أن بلدا مثل الجزائر لا تملك ملعبا للمنتخب الوطني فضلا عن مستوى اللاعب المحلي، فإن المدرب وحيد حاليلوزيتش خرج بنتيجة أخرى وهي غياب المرافق الرياضية، فبعد معاينة كل من ملاعب تشاكر و5 جويلية وحتى الرويبة، تأكد المدرب الأسبق لفيلة كوت ديفوار أن المنتخب الوطني لا يملك أي ملعب يمكنه أن يستقبل فيه منافسيه، واختار في الأخير ملعب 5 جويلية رغم أن أرضية هذا الأخير ليست في أحسن أحوالها. مركز سيدي موسى حفظ ماء الوجه... يبقى مركز تحضيرات المنتخبات الوطنية سيدي موسى المرفق الوحيد الذي حفظ ماء وجه كل الجزائريين بالنسبة لحاليلوزيتش، حيث أثنى عليه كثيرا وشكر المسؤولين على تشييده، وما عدا ذلك لم يخرج حاليلو بأي نتيجة إيجابية ولا بأي نظرة جيدة عما تملكه الكرة الجزائرية، رغم أن مستوى العديد من المحترفين رفع معنوياته.