ما زالت ثانوية 1 نوفمبر بمدينة جديوية في غليزان، تعيش على وقع حادثة الاعتداء الذي تعرض لها أستاذ اللغة العربية ''ف. ع'' 23 سنة يوم الأربعاء الماضي من طرف تلميذه داخل القسم بسبب ''مناوشة حول كتاب'' تحولت إلى ''قضية وطنية''، بعد نشر الصحافة لصورة أستاذ آخر تعرض هو الآخر لاعتداء لكن في ولاية بومرداس. إلا أن الحديث في مدينة جديوية، يعني التلميذ الذي وضعه قاضي الأحداث بمحكمة وادي ارهيو، منذ الخميس الماضي رهن الحبس المؤقت، بعد الشكوى التي تقدم بها الأستاذ الضحية، مدعومة بشهادة عجز عن العمل لمدة 12 يوما. وتعيش هذه الثانوية، جوا ''ثقيلا'' يطبعه تعاطف التلاميذ مع زميلهم ''المحبوس''. وقائع الحادثة، كما رواها الأستاذ الضحية، أمس في مكتب مدير الثانوية السيد زروال بجديوية، طرأت عندما ''طلبت من التلاميذ ال43 أن يخرجوا كتبهم، ولاحظت أن ذلك التلميذ لم يخرج كتابه، وتوجهت نحوه، وأمرته بإخراج كتابه، فنهض من طاولته وتوجه إلى زميلة له وأخذ كتابها، وهنا توجهت إليه لأمنعه من الاقتراب من التلميذة، وحاولت توقيفه، ليفاجئني بلكمة في عيني اليسرى، وطلبت من المراقب أن يحضر إلى القسم لكي لا تحدث فوضى، ثم قدمت شكوى أمام الشرطة، وفي اليوم الموالي استمع إلي قاضي التحقيق''. وكانت العين اليسرى للأستاذ ''ف. ع'' أمس زرقاء. وفي رده ل''الخبر'' قال مدير التربية لولاية غليزان، إن ''الصورة المنشورة كاذبة ولا تمت بصلة للأستاذ المعني، كونه أستاذا حديث العهد بالتدريس ''أكتوبر ''2011 وسنه لا يتجاوز 23 سنة. وأن أثر الاعتداء لا يتعدى الخدش البسيط جدا على مستوى الخد الأيسر ولا أثر للغرز''. من جهته قال الأستاذ المعني ل''الخبر'' إنه سيخضع لفحص على بصره، جراء الآلام التي يحس بها. علما أن هذا الأستاذ يقطع يوميا 45 كيلو متر من مديونة التي يغادرها على الرابعة صباحا ليصل في الوقت المحدد ببداية الدراسة إلى جديوية حيث يعمل. وفي نفس اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، الخميس 26 جانفي، أوقفت الشرطة التلميذ في بيت والده، بناء على الشكوى ضده وبعد سماعه أحيل أمام قاضي الأحداث في محكمة وادي ارهيو، الذي أمر بحبسه مؤقتا. وبقيت القضية طي الكتمان، إلى غاية يوم السبت 28 جانفي عندما نشرت الصحافة الحادثة، وتضخمت القضية بعد تسريب صورة ''أستاذ بومرداس'' التي تناقلتها التلفزيونات الأجنبية، وهو ما حول مدينة جديوية إلى محط لجان تحقيق من مديرية التربية التي تنقلت إلى الثانوية أمس الأول الأحد، الذي انعقد فيه مجلس تأديبي في غياب التلميذ، وتقرر نقله إلى ثانوية أخرى، لكن زملاءه قالوا ل''الخبر'' إنها ليست الحادثة الأولى التي تحدث في ثانويتهم، وهو ما هون منه مديرها الذي قال إن كل المؤسسات التربوية تشهد مناوشات بين التلاميذ والأساتذة، وفي كل المرات نتوصل إلى حلول بالتراضي مع الأولياء. علما أن والدي التلميذ طلبوا العفو من الأستاذ، ولقد حاولنا معرفة تطورات القضية أمس بمحكمة وادي ارهيو، إلا أن وكيل الجمهورية رفض استقبالنا بحجة انشغاله.