عن أبي أُمامة، رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''قال الله تعالى: أَحَبُّ ما تَعَبَّدَنِي بِه عبدي إليَّ النُّصْحُ لي'' رواه أحمد بسند حسن. فقوله ''أَحَبُّ ما تَعَبَّدَنِي بِه عبدي إليَّ''، التعبُّد معناه التنسُّك، وتعبَّد الله العبد بالطاعة، أي استعبده، وتعبَّد المؤمن لله تذلَّل له وخضع، وتعبَّد الله بالصّلاة والصِّيام والذِّكر وتلاوة القرآن، أي جعلها مظاهر عبادته والتذلُّل له سبحانه. وقوله ''به''، الباء للاستعانة، والمعنى إن أحبَّ ما جعله عبدي سبيلاً لعبادتي، واتّخذه واسطةً لتحقيق خضوعه وتذلُّلِه لي. وقوله ''النُّصح لي''، أصل النُّصح الخلوص، ومعناه في الحديث نقيض الغشِّ، ويقال: نصحتُ له، أي أخلصتُ وصَدَقتُ، والنّصيحة اسم للمنصوح به.