حذّرت، أمس، اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، من تسجيل مأساة حقيقية بفعل مخلفات موجة البرد الشديد التي تجتاح كامل ولايات الوطن، والتي تتهدد حياة مئات المتشردين دون مأوى. مُطالبة السلطات العمومية بضرورة فتح المدارس التي تتوفر على المدافئ لإيواء هؤلاء الأشخاص، بشكل مؤقت في الفترة الليلية. وفي هذا المنحى، أبدى الأستاذ فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة التابعة لرئاسة الجمهورية، في اتصال ب''الخبر''، أمس، تخوفاته الشديدة والمبررة من احتمالات تسجيل قائمة كبيرة من الوفيات في صفوف المتشردين دون مأوى، في ضوء استمرار موجة البرد وتساقط الثلوج من جهة، وانعدام مراكز خاصة بإيواء هذه الشريحة، على غرار العديد من الدول من جهة ثانية. مضيفا بأن ''التكفل بهؤلاء الأشخاص هو من واجبات الدولة، وعلى السلطات أن تقوم بكل ما في وسعها لتجنب أي ضحايا لهذه التقلبات المناخية الاستثنائية التي تشهدها البلاد''. وحسب رئيس اللجنة الحقوقية، فإن أضعف الإيمان يتمثل حاليا في اتخاذ إجراءات مستعجلة لتجميع هؤلاء المتشردين، عبر حملات منظمة، وإيوائهم في المؤسسات التربوية ليلا، باعتبار أن هذه الفترة هي الأكثر خطرا عليهم، بفعل انخفاض درجات الحرارة إلى أقصى حد''. وبالموازاة مع ذلك، أكد السيد بوشاقور، أمين عام الهلال الأحمر الجزائري، في تصريح ل''الخبر''، بأن عدة فرق تطوعية تعمل في الوقت الحالي على تقديم المساعدة للمتشردين المتواجدين في كل ولايات الوطن، من خلال توفير بعض الوجبات الساخنة والألبسة والأغطية، باعتبارها الأمور الأساسية في مثل هذه الظروف، غير أنه لم يعط أي إحصاء عن عدد الوجبات أو الأشخاص الذين مسّتهم العملية. في حين أوضح السيد بن موسى العربي، طرف خصام رئاسة مكتب الهلال الأحمر الجزائري بوهران مع الدكتور خويدمي، بأن فرقه التطوعية تجد صعوبة كبيرة في تقديم العون للمتشردين، نتيجة التحفظ الجاري على سيارات الهلال، مضيفا بأن هيئته عقدت اجتماعا، صباح أمس، تقرر فيه استخدام السيارات الشخصية للمتطوعين من أعضاء المكتب، بغرض توزيع بعض الوجبات الساخنة على المتشردين الذين ينتشرون في الولاية ابتداء من نهار اليوم.