جاء في فيلم ''أنونيموس'' للمخرج الأمريكي رولاند إيمريش، أن الكاتب المسرحي الإنجليزي الشهير، وليام شكسبير، ليس مؤلف مسرحياته، حيث شكك إيمريش في قدرة شكسبير على التأليف المسرحي، وقدمه في صورة ممثل عربيد عديم القيمة. سبق لعدد من النقاد أن شككوا في أن يكون شكسبير هو مؤلف أعماله المسرحية، وقد عكف كل من مارك توين، هنري جيمس، شارل ديكنز، سيغموند فرويد والمخرج السينمائي أورسن ويلز، على تقديم عدة دلائل تذهب في اتجاه التشكيك في أن يكون شكسبير هو المؤلف الحقيقي لأعماله، ومن الدلائل التي قدمها هؤلاء فكرة الغموض التي تلف حياته، والتباين الموجود على مستوى أسلوبه في الكتابة. وسار فيلم إيمريش الجديد في هذا الاتجاه، وقدم شكسبير في صورة رجل غير قادر على التأليف. وحسب إيمريش، فإن ''الكونت إدوارد فير'' هو المؤلف الحقيقي للمسرحيات التي تكون قد أسندت إلى شكسبير. وجاء في الفيلم الذي يعرض، حاليا، بعدد من قاعات السينما عبر العالم، أن الكونت إدوارد فير كان يسعى إلى منع أمير مشبوه من أصول إسكتلندية من التربع على العرش، فراح يحضر لمؤامرة تطيح به، ولم يجد من وسيلة ناجعة سوى تأليف عدد من المسرحيات التراجيدية التي تدفع الشعب للتمرد. ولم يجرؤ الكونت فير على إمضاء المسرحيات باسمه، فأعطاها لممثل مغمور سكير وعربيد محدود المستوى يدعى وليام شكسبير، واتفق معه على تبني مسرحياته، بعد أن رفضها مؤلف معروف يدعى بان جونسون، واعتبر الأمر إهانة بالنسبة إليه كمؤلف على الكتابة. ودخل المخرج رولاند إيمريش، لأول مرة، غمار تجربة أدبية في السينما، بعد أن اشتهر بإخراج عدد من الأفلام الضخمة التي تناولت موضوع الكوارث الطبيعية، على غرار ''يوم الاستقلال''، ''غودزيلا'' و''.''2012 وقال إيمريش، وهو من أصل ألماني، عقب عرض فيلمه بقاعات السينما: ''لم أكن أرغب في قراءة أعمال وليام شكسبير، وكنت أمقته هو وكل الكتّاب المسرحيين المقرّرين في البرامج الدراسية''، مضيفا أنه غيّر رأيه بعد مرور عدة سنوات، لما أدرك أن مسرحيتي ''روميو وجولييت'' و''عطيل'' وغيرهما تحتويان على قدر عال من الحكي، فتساءل مثل كثير من النقاد والسينمائيين إن كان شكسبير هو فعلا من ألّف تلك الروائع المسرحية. ومن بين التفسيرات التي قدمها إيمريش لتأكيد صحة شكوكه، ما اعتبره عدم وجود مخطوطات يكون قد كتبها شكسبير بخط يده، لتزيل الشكوك التي تحوم حوله.