اتهمت نقابة أساتذة التعليم الثانوي والتقني وزارة التربية ب''التلاعب'' بمصير أكثر من 100 ألف موظف في الجنوب، بدليل عدم التزامها بتخصيص سكنات وظيفية لحد الآن، حيث لايزال القرار الذي أعلن عنه الوزير ''مجرد مشروع''، إضافة إلى عدم معالجة مشكل المنحة التي لاتزال تحتسب على أساس الأجر القاعدي القديم. حذرت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''سناباست''، وزارة التربية من استغلال ملفي الخدمات الاجتماعية والقانون الخاص، للمراوغة والتهرب من معالجة مشكل كبير يتخبط فيه عدد كبير من موظفي الجنوب، لم تتم تسوية وضعيتهم المهنية والاجتماعية لغاية اليوم. وقال المنسق الوطني للنقابة، مزيان مريان، في هذا الإطار، ل''الخبر''، إن وزير التربية مطالب اليوم بتجسيد جميع وعوده لمستخدمي القطاع، مضيفا بأن التنظيم الذي يمثله يتفهم بأن معالجة مختلف الملفات المطروحة يخضع لمبدأ الأولويات، على غرار ما هو حاصل مع ملفي الخدمات الاجتماعية والقانون الأساسي، إلا أنه شدد بالمقابل على أن مصير أكثر من 100 ألف موظف يعملون بمختلف مناطق الجنوب لا يقل أهمية عن هذين الملفين ''لكنه لم يحظ لحد الآن باهتمام الوصاية..''. واستغرب محدثنا عدم دخول قرار تجسيد إنجاز السكنات الوظيفية التي أقرها رئيس الجمهورية لفائدة عمال الجنوب، حيز التنفيذ، رغم أن الوزير بن بوزيد نفسه، يضيف مزيان، تحدث منذ وقت طويل عن تحفيزات لأساتذة الشمال الراغبين في العمل في هذه المنطقة، على غرار السكن، فمن مجموع 12 ولاية جنوبية شرعت في عمليات بناء السكنات الوظيفية بها، حسب النقابة، فإنه لم تستلم أي مديرية ولائية أي حصص. ويطرح مشكل عدم إنجاز السكنات لحد الآن، حسب رئيس ال''السناباست''، مشكلا آخر أكثر تعقيدا، ويتعلق الأمر، يضيف، بالعجز الفادح في أساتذة اللغات الأجنبية، في مقدمتها الفرنسية، والرياضيات والفيزياء، بدليل النتائج الضعيفة المسجلة تبعا لنقص التأطير وغياب النوعية في التكوين، فحوالي 10 بالمائة من المؤسسات التربوية في الجنوب تفتقر لأساتذة هذه المواد في جميع الأطوار. و حسب منسق ال''السناباست''، فإن مسؤولي الوصاية لايزالون يتماطلون في مراجعة النظام التعويضي الخاص بالجنوب الكبير منذ أربع سنوات، حيث لاتزال منح الجنوب تحتسب على أساس الأجر القاعدي القديم، ما جعله يطالب بالتعجيل في مراجعة كل من منحة الجنوب المقدرة نسبتها ب80 بالمائة من الأجر القاعدي القديم، ومنحة المنطقة المتغيرة بين 33 و35 بالمائة بحسب المناطق، إضافة إلى مشكل حرمان قطاع التربية من تذكرة سفر مجانية بالنسبة للعاملين في الجنوب، فيما يستفيد منها سنويا جميع مستخدمي الوظيف العمومي وعائلاتهم، ما جعل المنسق الوطني لنقابة أساتذة التعليم الثانوي والتقني ينتقد ''الإقصاء'' الذي يتعرض له أساتذة القطاع، حيث طالب الوصاية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتمكين مستخدميها من هذا الحق. وبناء على هذه المعطيات، قررت النقابة ''رفع'' التجميد عن ملف أساتذة الجنوب خلال اللقاء الذي سيجمعها بمسؤولي وزارة التربية بحر الأسبوع المقبل.