إسكان الوافدين من الشمال دون إهمال حق الأساتذة القاطنين بالجنوب في السكن الاجتماعي حذر مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني من نزوح جماعي لأساتذة الجنوب بسبب ''التمييز'' الذي تمارسه وزارة التربية في توزيع السكنات، حيث تقتصر العملية على أساتذة الشمال الذين يتنقلون إلى ولايات الجنوب لتغطية العجز البيداغوجي المسجل هناك، فيما يتم إقصاء أساتذة هذه المناطق من حق السكن رغم توفره، حسب ''الكناباست''. انتقد المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''كناباست'' سياسة الكيل بمكيالين التي تتعامل بها وزارة التربية مع أساتذة القطاع، وهي سياسة من شأنها تكريس اللاعدالة، ستكون لها دون شك، تضيف النقابة، تبعات سلبية تؤثر على التحصيل البيداغوجي والعلمي على مستوى المؤسسات التربوية. وكشف المنسق الوطني لنفس التنظيم، نوار العربي، ل''الخبر''، عن حالة تذمر في أوساط أساتذة الجنوب، بسبب إقصائهم من حق الاستفادة من السكن، حيث يتم تخصيص سكنات برنامج الرئيس المقدرة ب4200 وحدة لأساتذة الشمال الوافدين إلى الجنوب الكبير لتغطية العجز البيداغوجي المسجل في بعض المواد. وإن كان محدثنا قد اعترف بأن هذا الإجراء يدخل في إطار تحفيزات أقرّها القطاع لتشجيع الأساتذة على العمل في هذه المناطق، إلا أنه شدد بالمقابل على ألا يكون ذلك على حساب أبناء الجنوب، مضيفا أن الزيارة الميدانية التي قام بها أعضاء نقابته مؤخرا إلى تمنراست، كشفت عن تجاوزات خطيرة لا يمكن السكوت عنها، فمديرية التربية في هذه الولاية يقول طبقت منشورا قديما، لتوزيع السكنات على أساتذة الشمال فقط، دون أبناء المنطقة رغم توفرها على حصة معتبرة من السكنات، ما يفسر حالة الغليان الكبيرة التي تميز القطاع هناك، حيث هدد الأساتذة بالنزوح إلى ولايات الشمال بحثا عن السكن والاستقرار ما لم تعجل الوصاية في وقف هذه ''الممارسات''. وطالب نوار العربي بمنح السكن للوافدين من الشمال دون إهمال حق الأساتذة القاطنين بالجنوب في السكن الاجتماعي كإجراء استثنائي، باعتبار أن العدد الإجمالي لمؤطري الجنوب الكبير لا يتعدى عددهم في ولاية واحدة من الشمال. ليس هذا فقط، يضيف نوار العربي، فمسؤولو القطاع مازالوا يتماطلون في مراجعة النظام التعويضي الخاص بالجنوب الكبير منذ أربع سنوات، حيث مازالت منح الجنوب تحتسب على أساس الأجر القاعدي القديم، ما جعله يطالب بالتعجيل في مراجعة كل من منحة الجنوب المقدرة نسبتها ب80 بالمائة من الأجر القاعدي القديم، ومنحة المنطقة المتغيرة بين 33 و35 بالمائة بحسب المناطق. وأشار نوار العربي إلى مشكل حرمان قطاع التربية من تذكرة سفر مجانية بالنسبة للعاملين في الجنوب، فيما يستفيد منها سنويا جميع مستخدمي الوظيف العمومي وعائلاتهم، ما جعل محدثنا ينتقد ''الإقصاء'' الذي يتعرض له أساتذة القطاع، حيث طالب الوصاية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتمكين مستخدميها من هذا الحق.