احتضنت قاعة ''الموفار'' في الجزائر العاصمة، سهرة أول أمس، العرض الشرفي للكوميديا الاجتماعية ''طيحة ونوضة''، التي أخرجها يوسف حبوش ومحمد حليموش، وأنتجتها جمعية ''رياض الإبداع'' لمدينة فوكة، بعد أن استوحت فكرتها من مسرحية ''التمرين'' لمؤلفها ومخرجها امحمد بن فطاف. حرك أحداث المسرحية الناطقة باللهجة العامية، أربعة شخوص رئيسية، تقمّصها فوق الخشبة كل من الممثلين بلال بلمدني، خالد طاهري، رحيم حدوش ونذير بن براهم، الذين نجحوا في نقل صرخة رسام، مخرج مسرحي، مغني راب وعازف على آلة ''الفمبري''، ممن عانوا التهميش والإقصاء وتجرعوا مرارة الرفض واللامبالاة. جاء العرض الذي امتد عمره الزمني إلى نحو ساعة و20 دقيقة، في شكل حواريات ساخرة وجادة، حملت في طياتها رسائل مشفرة وأخرى مباشرة، حاول طاقم العمل تمريرها بلغة درامية سلسة، مستخدما في ذلك ديكورا متحركا وبسيطا للغاية، أطعمه بمقاطع موسيقية ووصلات غنائية، إلى جانب بعض العروض الكوريغرافية والمؤثرات الصوتية. كما تضمن العرض الذي تميز باحترافية عالية، سواء من الناحية الفنية أو التقنية، تشكيلة من اللوحات التي تمكنت من ملامسة واقع الشباب المبدع، ورصد عيّنة من اهتماماته وانشغالاته، أحلامه وطموحاته، آلامه وآماله.. وما إلى ذلك من الأفكار والمشاعر التي أضحكت الجمهور تارة، وأحزنته تارة أخرى. وقد كان الانتقال من لوحة إلى لوحة يتم على المباشر، أي أمام مرأى الجميع ودون اللجوء إلى الكواليس، الأمر الذي ساهم في خلق أجواء حميمية مفعمة بالمتعة والفرجة، رغم الصورة السوداوية التي رسمها هؤلاء الشباب، الذين دفعتهم الأوضاع المتردية للتفكير في امتطاء قوارب الموت، بعد أن خاضوا غمار الكحول، المخدرات، السرقة، الجريمة، السجن.. وغيرها. للعلم، فإن العرض اختتم بلوحة فنية راقصة في طابع الراب، سعيا إلى إبراز الدور الهام الذي يلعبه هذا النمط الغنائي في نقل معاناة الشباب الجزائري عموما، والفنان النخبوي خصوصا.