كريم بلقاسم اتهم القاهرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة تنشر ''الخبر''، يوم غد، تحقيقا تاريخيا مثيرا حول قضية ساخنة ومعقدة تتعلق بما عرف ''إعلاميا'' بانقلاب العقداء أو مؤامرة العموري، التي أرادت الإطاحة بالحكومة المؤقتة ووزرائها العسكريين، وعلى رأسهم كريم بلقاسم وزير القوات المسلحة، وذلك بعد شهر واحد فقط من الإعلان عن قيام الحكومة المؤقتة في 19 سبتمبر 1958 بالقاهرة. في تحقيق تاريخي يمتد على حلقتين، نستعرض الصورة المركبة ''لانقلاب العقداء'' بكل أبعاده الداخلية والإقليمية، ونسلط الضوء على الأسباب الحقيقية التي دفعت العقيد العموري، قائد الأوراس، والعقيد عمارة بوقلاز، قائد القاعدة الشرقية، والرائد عبد الله بلهوشات (أصبح قائدا للأركان في نهاية السبعينات) وعدد من كبار الضباط في الجهة الشرقية للبلاد للتخطيط لهذا الانقلاب في مرحلة حساسة من تاريخ الثورة الجزائرية. ويبحث التحقيق في مدى صحة الدور الذي لعبه فتحي الديب، ضابط المخابرات المصرية آنذاك، في تشجيع العقيد العموري، قائد الولاية الأولى الأوراس، في تنفيذ محاولته الانقلابية الفاشلة ضد الحكومة المؤقتة، وعلاقة الزعيم المصري جمال عبد الناصر بهذه القضية، وكيف تعامل مع تداعياتها في ظل استقطاب شديد بين تونسوالقاهرة. كما يبرز التحقيق، الذي يعتمد على شهادات تاريخية لفاعلين جزائريين وأجانب ومؤرخين، الدور الذي لعبه الزعيم التونسي لحبيب بورفيبة في إفشال هذه المحاولة الانقلابية، وانتقال مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة من القاهرة إلى تونس، إلى درجة أن أحد قادة الثورة قال لفتحي الديب: ''الجزائر ليست بحاجة إلى دعم مصر''، في حين أمر عبد الناصر بمواصلة دعم مصر للثورة الجزائرية رغم الهزة التي زعزعت ثقة قادة الثورة في القيادة المصرية.