''التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا'' تتبنى الاعتداء دمر تفجير انتحاري إرهابي، صباح أمس، أجزاء من مقر قيادة المجموعة الولائية للدرك الوطني في تمنراست. وقال شهود عيان من تمنراست إن الهجوم أسفر عن مقتل شخص يرجح أنه انتحاري، واثنين آخرين لا تعرف هويتهما، زيادة على إصابة 23 دركيا بجروح حسب حصيلة رسمية. قال شهود عيان من موقع الانفجار بالطريق المؤدي إلى تهفارت الشرقي، إنهم شاهدوا سيارة ''تويوتا ستايشن'' تقتحم بسرعة جنونية البوابة الرئيسية للمقر الرئيسي للدرك بمدينة تمنراست، ثم سمعوا بعد ثوان ثلاثة انفجارات متتالية، أعقبها انهيار جدران الواجهة الخارجية لمقر قيادة المجموعة الولائية الإقليمية للدرك. وبعد نحو 30 ثانية، سمعت طلقات نارية مجهولة المصدر، ثم سادت الفوضى في عين المكان. وتدخلت، بعد 20 دقيقة، سيارات إسعاف مدنية وعسكرية، أجلت أربع جثث، منها جثة منفصلة إلى ثلاثة أجزاء ولا تكاد أية معالم تظهر عليها، سوى أن صاحبها يعتقد بأنه بلباس النوم أو بعباءة، ويعتقد بأنها تعود للانتحاري. ثم أوقف قائد من الدرك بصحبة عقيد من الجيش عمليات الإنقاذ، وعزلوا الموقع الشمالي في الطريق المؤدي إلى وسط المدينة، ليشرع مختصون في المتفجرات في تفكيك قنبلة ثانية، عثر عليها المحققون ونقلوا أجزاءها على متن سيارة خاصة. وأدى التفجير إلى تدمير عدة سيارات أغلبها لتجار وعناصر من الدرك، وحافلة كانت فارغة. وكشف مصدر استشفائي من مستشفى تمنراست بأن عناصر الحماية المدنية نقلوا 12 جريحا أغلبهم مدنيون، بينما نقلت سيارات إسعاف عسكرية عددا غير معروف من القتلى والجرحى. وقالت مصادر متطابقة إن ما لا يقل عن 24 شخصا أصيبوا بجروح في العملية الإرهابية. وكشف مصدر من الدرك الوطني بأن العملية نفذت من طرف شخص واحد كان على متن سيارة دفع رباعي، اقتحم مقر المجموعة الإقليمية، وأن العملية أسفرت عن مقتل منفذ العملية وجرح 23 شخصا، منهم 15 دركيا و5 من أعوان الحماية المدنية و3 مدنيين. وقد غادر جميع الجرحى المستشفى باستثناء دركي واحد يخضع حاليا للعلاج. فيما ذكر بيان لوزارة الدفاع الوطني أن الانفجار، الذي تسبب في جرح 23 شخصا، وقع في الساعة السابعة و45 دقيقة صباحا، وتسبب في أضرار مادية معتبرة بمقر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، مشيرا إلى أن كل المصابين تمكنوا من مغادرة المستشفى وحالتهم الصحية لا تدعو للقلق، ماعدا أربعة دركيين مازالوا تحت الملاحظة الطبية. وأفادت مصادر أمنية بأن تحريات تجري حاليا في مدينة تمنراست، بحثا عن شركاء لمنفذ العملية الذي قتل في الحادثة. وقد أغلقت مصالح الأمن كل مداخل ومخارج المدينة، وأخضعت كل المغادرين للتفتيش الدقيق. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن منظمة تدعى ''جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا'' تبنت العملية، في بيان أرسلت نسخة منه إلى مكتب الوكالة بمالي. وتشير كل تفاصيل العملية إلى أنها من تنفيذ فرع تنظيم القاعدة في الساحل، حيث تتشابه طريقة التنفيذ إلى حد التطابق مع عمليات القاعدة الانتحارية في مالي وموريتانيا. وتشير التحريات الأولية إلى أن منفذ العملية الإرهابية ضد مقر الدرك الوطني في تمنراست، استغل دخول شاحنة، تنقل المواد الغذائية كل صباح إلى المقر، وتسلل خلفها مباشرة من أجل اقتحام المقر بسبب سهولة الدخول، حيث يزيل الحراس عادة المتاريس من أمام الشاحنة. وتتزامن العملية الإرهابية مع احتدام المعارك في شمال مالي بين الجيش وحركات التمرد الأزوادية، التي تتهم بعض قياداتها الجزائر باتخاذ موقف عدائي من قضيتهم بعد معارضة الجزائر للمساس بالوحدة الترابية لجمهورية مالي. من جهته، أعرب المجلس الشعبي الولائي لتمنراست، في بيان له، عن استنكاره الشديد لهذه العملية الإجرامية الجبانة التي نرى من ورائها ''استهداف زعزعة استقرار البلاد والمساس بأمن الوطن''. أ. ب/ م. ب موازاة مع إبطال مفعول قنبلة ثانية قرب مقر درك تمنراست تحليق مكثف للطيران الحربي وإغلاق مؤقت للحدود البرية مع مالي والنيجر قررت أجهزة الأمن إغلاق الحدود البرية مع مالي والنيجر لعدة ساعات، لمنع إفلات الأشخاص الذين شاركوا في تنفيذ التفجير الانتحاري. ونصبت مصالح الأمن والدرك العشرات من حواجز المراقبة قرب مداخل ومخارج مدن تمنراست، برج باجي مختار وعين فزام. وشوهدت طائرات قتالية وطائرات استطلاع في سماء المنطقة، طيلة يوم أمس السبت. بالموازاة مع ذلك، تمكن خبراء في المتفجرات، تابعون للقوات البرية بالناحية العسكرية السادسة، من إبطال مفعول قنبلة ثانية زرعت قرب مقر قيادة الدرك الوطني في تمنراست. وقد تم كشف القنبلة، التي تم تمويهها بكيس بلاستيكي، في الركن الشرقي للمقر الذي دمره التفجير، من أجل الإيقاع بقائد عسكري كبير زار المقر بعد دقائق من تنفيذ الهجوم.