23 جريحا في الاعتداء .. و جثة الإنتحاري تحوّلت إلى أشلاء عادت جماعات الإرهاب الهمجية لتضرب بهمجية و غدر، كعادتها دائما، و استهدفت هذه المرة مدينة معروفة بهدوئها الشديد و بطيبة أهلها و إخلاصهم لوطنهم، حيث نفّذ الدمويون اعتداءا إرهابيا استهدفوا من خلاله مقرّ الدرك الوطني بتمنراست، و لحسن الحظّ فإن هذا الاعتداء لم يخلّف أيّ قتيل، في الوقت الذي تحوّلت فيه جثّة المعتدي إلى أشلاء.
اهتزّت مدينة تمنراست الواقعة أقصى الجنوب الجزائري على الحدود مع مالي والنيجر بمسافة ألفي كيلومتر عن الجزائر العاصمة اليوم على وقع تفجير إرهابي بث الرّعب بين السكان عندما استهدف مهاجم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة صباح يوم السبت مقر المجموعة الولائية للدرك الوطني بحي تهاقارت وسط مدينة تمنراست ما أسفر عن إصابة 23 شخصا بجروح، حسب بيان رسمي لوزارة الدفاع الوطني الذي أشار إلى أن 15 من الجرحى دركيون و 5 من أعوان الحماية المدنية و الثلاثة المتبقّون مدنيون. و حسب ما أكّدته مصادر مطّلعة فإن الإعتداء الإجرامي حدث في حدود الساعة السابعة من صبيحة يوم السبت بواسطة إرهابي انتحاري قام بتفجير السّيارة المفخّخة على مستوى مقر الدرك الوطني ما أسفر عن جرح مواطنين بين دركيين ومواطنين، و استنادا لبعض المصادر فإن العملية استخدمت فيها سيارة من نوع ستايشن معبّأة بمواد متفجرة، أين تحولت جثة الإنتحاري إلى أشلاء بعد حصول الإنفجار.
و حسبما أفادت به وزارة الدفاع الوطني في بيان لها فقد أسفرت هذه العملية الإجرامية عن إصابة حوالي 23 شخصا معظمهم من الدرك الوطني و مدنيين بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى مستشفى الولاية لتلقي الإسعافات الأوّلية، كما أسفرت العملية الإرهابية الدنيئة عن خسائر مادية معتبرة في محيط المقر، و أشارت مصادر مطلعة إلى تواجد حافلة نقل ركاب قرب الموقع أثناء الإنفجار، والذي أحدث دمارا كبيرا للبناية المستهدفة بمقر المجموعة الولائية للدرك الوطني بتمنراست، و لولا لطف الله لخلّف الإعتداء خسائر بشرية و مادية أكبر، و يشار إلى أنه غالباً ما يعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن عمليات انتحارية شبيهة بهذه العملية، و التي تتوجه أصابع الإتهام إليه بحكم نشاطه في منطقة الصحراء، والذي يسعى من خلالها إلى صنع دعاية إعلامية عبرها، عقب الضربات الاستباقية التي استهدفت هذا التنظيم من طرف قوات الجيش والدرك والأمن الجزائري والتي حدّت من تحركات عناصره، وقد خلفت هذه الحادثة المأساوية استياء كبيرا في أوساط المواطنين سيما وأن هذه العمليات تعتبر الأولى من نوعها التي تستهدف جهازا أمنيا بواسطة سيارة مفخخة في مدينة تمنراست الهادئة عادة، و تجدر الإشارة أن القوى الأمنية قد طوقت المنطقة لمباشرة التحقيقات بهذا الحادث الإجرامي، فيما قامت مصالح الحماية المدنية بإسعاف المصابين.
البيان الرّسمي لوزارة الدفاع الوطني حول اعتداء تمنراست مديرية الإتصال و الإعلام و التوجيه. تعرّض مقر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني الواقع وسط مدينة تمنراست صبيحة اليوم في الساعة السابعة و 45 دقيقة يوم 30 مارس 2012 لعملية ارهابية تم تنفيذها بواسطة سيارة مفخّخة، إذ تسبب الإنفجار في جرح 23 شخصا، من بينهم خمسة عشر دركيا كانوا في موقع عملهم، خمسة أعوان من الحماية المدنية و ثلاثة مواطنين كانوا قرب مكان الإنفجار، كما تسبب هذا الإنفجار في أضرار مادية معتبرة لهذه البناية الواقعة في الشارع الرئيسي للمدينة، و كذا البنايات و المساكن المجاروة، بعد تلقي الإسعافات الضرورية، تمكن كل المصابين من مغادرة مستشفى مدينة تمنراست و حالتهم الصّحية لا تدعو إلى القلق، ما عدا أربعة دركيين مازالوا تحت الملاحظة الطبية.