إن تخصيص يوم واحد في العام للاحتفال بالأشخاص، هذا يعني أننا نكفّر عن أخطاء ارتكبناها بحقهم طوال العام.. ويعني أننا أيضا ما أن ينقضي هذا اليوم حتى نعود للانقضاض عليهم! ولو لاحظنا فإن أكثر الأشخاص الذين يخصص العالم لهم يوما للاحتفال بهم، هم إما من الضعفاء كالعمال أو المرأة، وإما للذين لا حول لهم للمطالبة بحقوقهم مثل الشهداء، وكل هؤلاء لا نفيهم حقهم مهما فعلنا لأجلهم. المفارقة المضحكة أكثر، أن الأشخاص المعنيين بالاحتفال غالبيتهم لا يعرفون شيئا عن هذا الاحتفال، ولا تصلهم بهجة هذا ''العيد'' الذي خصصناه لهم، فمثلا المرأة الحقيقية التي تستحق الاحتفاء بها، هي الآن إما رهينة احتلال كما فلسطين، أو حبيسة أنظمة قمعية عربية قتلت لها زوجها واعتقلت ابنها، وربما اغتصبت ابنتها، أو أنها تقبع تحت سلطة ذكورية لرجل يتنافخ بقوامته التي لم يفهما على أساس أنها الإنفاق، بل على أساس سلطة مطلقة.. ثم نأتي بعد كل هذا لنقدم للمرأة وردة في شهر مارس من كل عام؟! وليتها تصل، لأن غالبية الزهور في هذا اليوم تذهب لسيدات الطبقة الأولى من المترفات اللواتي أيامهن كلها أعياد! لذلك، أقترح على الذين يدخرون جهودهم من أجل يوم واحد للاحتفاء بالمرأة، أن يوزّعوا هذا الجهد على بقية العام.