أجمع وزراء الداخلية والدفاع لدول جوار ليبيا المشاركين في مؤتمر طرابلس لأمن الحدود على ضرورة تفعيل التعاون بين دول منطقة الساحل لمواجهة جملة التحديات الأمنية التي تهدد أمن واستقرار دول المنطقة. وباتت هذه الدول أكثر اقترابا من المقاربة التي طرحتها الجزائر بضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والتكفل الذاتي بأمن المنطقة، ومنع أي تدخل أجنبي بمبرر مكافحة الإرهاب. وقال رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية الليبية، عبد الرحيم الكيب، في افتتاح المؤتمر إن الظروف باتت تفرض ''إنشاء هياكل مشتركة لتبادل المعلومات بين الدول المتجاورة، وتفعيل التعاون بين دولنا لتطوير الآليات للتصدي لنشاطات مجموعات تهريب البضائع والمخدرات والأسلحة والمهاجرين غير الشرعيين على حدودنا المشتركة، والتي تعد من العوامل المزعزعة للأمن والاستقرار''، مشيرا إلى أن ليبيا تعمل على وقف الفوضى ومنع زعزعة الاستقرار الوطني والإقليمي. وأضاف أن ليبيا الجديدة تسعى لبناء علاقات مبنية على الثقة والشفافية والتعاون مع دول الجوار، من أجل أمن واستقرار المنطقة، وتعزيز أواصر الثقة وحسن الجوار والتعاون على الخير، بما يحقق الأمن المحلي والإقليمي والدولي. وقال وزير الداخلية المغربي إن دول المنطقة تواجه تحديات أمنية تتمثل في الجريمة المنظمة والمنظمات الإرهابية التي تعتمد في تمويلاتها على الاتجار في البشر والمخدرات وتجارة الأسلحة. ودعا إلى تبنى إستراتيجية أمنية إقليمية أمنية جامعة تشجع التنسيق الثنائي، يتفاعل فيها فضاء الساحل والصحراء مع محيطه المغاربي. وطالب بضرورة اعتماد مقاربة شاملة للتصدي للمخاطر التي تهدد جميع دول المنطقة، ودعا إلى عقد مؤتمر إقليمي لتفعيل توصيات مؤتمر طرابلس. وأوضح وزير الأمن والهجرة في تشاد أن دول المنطقة تواجه العديد من التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار، وخاصة على مستوى الحدود. وقال إن من بين هذه التحديات تجارة المخدرات والتهريب والهجرة غير الشرعية التي أودت بحياة أعداد كبيرة من المهاجرين، موضحا أن تشاد تولي أهمية قصوى لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة. وقال الوزير الموريتاني إنه ''علينا أن نعمل من خلال هذا المؤتمر على اتخاذ خطوات للتصدي للتهديدات الأمنية وحزمة من الإجراءات لمواجهة العديد من الظواهر التي تؤثر في أمنها، والتي أشار إلى أن أخطرها يتمثل في الإرهاب العابر للحدود''. فيما دعا وزير التجارة الإقليمية والتجمعات المحلية المالي إلى تعاون جميع دول المنطقة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار. وتصب هذه التدخلات ضمن مقاربة كانت الجزائر قد دعت إليها في مناسبات سابقة إلى تعزيز التعاون الإقليمي، وتبني إستراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب والجريمة وتهريب السلاح والمخدرات على المستوى الإقليمي، والتكفل الذاتي بالتحديات الأمنية، بعيدا عن أي تدخل أجنبي في المنطقة. ويناقش مؤتمر طرابلس الذي يشارك فيه وزراء الداخلية والدفاع من بلدان ليبيا والجزائر ومصر وتونس والمغرب والنيجر وتشاد ومالي وموريتانيا، على مدار يومين، تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي والاتفاق على إستراتيجية موحدة لمواجهة التحديات الأمنية، بما يحقق الأمن والاستقرار لدول المنطقة، وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب، ومراقبة انتشار السلاح في المنطقة.