قال السيد دحو ولد قابلية، رئيس جمعية قدامى ''المالغ''، إن السلطات الفرنسية سبقت الجزائر في الاحتفال بمرور 50 سنة على الثورة التحريرية لتزامنها مع الحملة الانتخابية بهذا البلد الذي يمجّد الحركى، مصرحا بقوله ''لن نغفر للحركى''. ولدى حديثه عن اتفاقيات إيفيان، صرح رئيس جمعية قدامى ''المالغ'': ''من المؤسف أن الخلافات الإيديولوجية السائدة آنذاك بين قادة الثورة، منعت صانعي اتفاقيات إيفيان من تسيير البلاد، لقد ضيّعنا 40 سنة لبناء دولة ديمقراطية''. وقد نشط ولد قابلية، بصفته رئيسا لجمعية قدامى وزارة التسليح والاتصالات العامة، إبان الثورة، زوال أمس، محاضرة حول اتفاقيات إيفيان التي نحتفل اليوم بمرور 50 سنة على التوقيع عليها، تحدث خلالها لمدة ثلاث ساعات حول مختلف المراحل التي سبقت التوقيع على هذه الاتفاقية التاريخية، وعن أمور خاصة بالثورة التحريرية وأرشيفها التي قدمت جمعيته، أي ''المالغ''، حسب ولد قابلية، 10 أطنان من الأرشيف لوزارة الدفاع الوطني ولا يزال هو يحتفظ ببعضها، كونه سيستعملها لتأليف كتاب تاريخي. أما فيما يخص الاتصالات بين قادة الثورة مع السلطات الفرنسية، فأكد السيد دحو ولد قابلية: ''إن الاتصالات التي شرع فيها الشهيد عبان رمضان يوم 26 مارس 1956 لم تكن فردية، خلافا لما جاء به السيد علي كافي في كتابه، بل إن مسؤولي الثورة التحريرية كانوا على علم بمسعاه، وأن هذه الاتصالات فشلت بسبب رفض السلطات الاستعمارية الموافقة على الشروط التي قدمها الشهيد عبان رمضان''. وحسب دحو ولد قابلية، فإن السلطات الفرنسية قد سبقت نظيرتها الجزائرية في الاحتفال بمرور 50 سنة على الثورة التحريرية، وذلك لتزامنها مع انطلاقة الحملة الانتخابية للرئاسيات بهذا البلد، حيث إن الرئيس ساركوزي يسعى في حملته الانتخابية لكسب ود الحركى والأقدام السوداء، بعدما كان من قبل سعى لكسب أصوات المغتربين الجزائريين. في هذا الصدد صرح السيد دحو ولد قابلية ''لن نغفر للحركى''.. وعن سؤال لأحد المواطنين حول خبر مفاده إن السلطات الفرنسية قد اشترطت على نظيرتها الجزائرية عدم السماح لخمسة قادة من الثورة التحريرية الحصول على حقائب وزارية في الحكومة الجزائرية، أجاب ولد قابلية ''لم تشترط فرنسا علينا شيئا في اتفاقيات إيفيان، الدولة الجارة هي التي كانت تتدخل، السيد جمال عبد الناصر دعم السيد أحمد بن بلة''. أما فيما يخص موضوع كتابة التاريخ، فصرح ولد قابلية ''نتمنى في جمعية ''مالغ'' إعداد حصة خاصة بتاريخ الثورة التحريرية بالتلفزة الوطنية وإنجاز أفلام حول القادة الأبطال مثل العقداء: كريم بلقاسم، لطفي، عميروش وغيرهم من الأبطال الذين لقنوا العدو دروسا في البطولة والشجاعة''. ولدى حديثه عن اتفاقيات إيفيان مجددا، تأسف المحاضر لما تعيشه البلاد، حيث صرح ''إن الخلافات الإيديولوجية السائدة آنذاك بين قادة الثورة منعت صانعي هذه الاتفاقية من تسيير البلاد. لقد ضيّعنا 40 سنة لبناء الديمقراطية''.