أكد دحو ولد قابلية رئيس جمعية قدامى مجاهدي وزارة التسليح والاتصالات العامة أن ما جاء في كتابات المجاهد والرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي في مذكراته التي تطرق فيها إلى عبان رمضان واتهمه بالتعامل مع فرنسا، لا أساس له من الصحة إطلاقا، مفندا هذه الادعاءات التي اعتبرها ملفقة ومتناقضة مع الحقيقة التاريخية· وقال ولد قابلية، على هامش الندوة التاريخية التي نشطها، أمس، بالقاعة الكبرى لدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو بمناسبة الذكرى الخمسين لاتفاقيات إيفيان، إن عبان رمضان لم يخن الجزائر ولم يتعامل أبدا مع فرنسا، موضحا أن عبان أجرى اتصالات سرية رفقة أعضاء جيش التحرير الوطني مع الطرف الفرنسي حول إمكانية إجراءات المفاوضات· وأكد أن عبان رمضان اشترط على الطرف الفرنسي 4 نقاط رئيسية يجب احترام الفرنسيين لها كشروط صريحة لأجل الجلوس على طاولة المفاوضات· وكشف دحو ولد قابلية أن هذه الشروط كانت تخدم مصلحة الجزائر والثورة التحريرية وكان فحواها يدور حول استرجاع السيادة الوطنية ونيل الحرية· من جهة مقابلة، اتهم دحو ولد قابلية بعض القادة والشخصيات التاريخية الجزائرية الذين كانوا ضمن الطائرة التي اختطفتها السلطات الاستعمارية الفرنسية يوم 22 أكتوبر 1956 التي كانت في طريقها من مدينة الرباط المغربية متجهة إلى تونس وقامت بتوقيف كل من حسين آيت أحمد، أحمد بن بلة، محمد خيضر، محمد بوضياف والكاتب مصطفى الأشرف، بنكران الجميل الذي قدمته لهم الحكومة الجزائرية المؤقتة، وقال إن الحكومة الجزائرية المؤقتة طالبت وبإصرار شديد وبصفة متكررة من السلطات الاستعمارية الفرنسية بضرورة إطلاق سراحهم، وجعلها لهذا المطلب من ضمن المطالب الرئيسية لجبهة التحرير الوطني لمباشرة المفاوضات مع الطرف الفرنسي والجلوس معهم على الطاولة: ''البعض منهم أداروا ظهورهم للحكومة المؤقتة وللجزائر بعد الاستقلال''· وأثنى دحو ولد قابلية على المجهودات التي قام بها قائد الولاية الثالثة العقيد كريم بلقاسم الذي وصفه بأنه شخصية تاريخية من ذهب ''سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر بنجاحه في الثورة وفي قيادة الدبلوماسية الجزائرية وفي اتفاقيات إيفيان''· واعتبر ولد قابلية الولاية الثالثة (منطقة القبائل) من أبرز المناطق التاريخية بالجزائر التي صنعت الثورة: ''منطقة القبائل قدمت أبناء وشخصيات صنعوا تاريخ الجزائر وأصبحوا قادة حقيقيين''· هذا وقد قدم ولد قابلية خلال الندوة تفاصيل تاريخية مثيرة عن مراحل المفاوضات بين أعضاء جيش التحرير الوطني وممثلي الاستعمار الفرنسي، وأكد في هذا الصدد أنه يملك وثائق تاريخية مهمة لم تنشر بعد وتتضمن حقائق صريحة ودقيقة، ووعد بتقديمها للأرشيف الجزائري التاريخي بعد الانتهاء من الكتاب التاريخي الذي هو بصدد تأليفه حول اتفاقيات إيفيان·