دعا السيد دحو ولد قابلية رئيس جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة خلال الثورة ''المالغ'' لإدراج المواقف التاريخية للشخصيات الأوروبية والأجنبية التي ساندت الثورة التحريرية بالتطرق الى تعاطفها مع الثورة عند كتابة التاريخ، مثل شخصية أونريكو ماتي الذي قدم الكثير للثورة وكان له الدور الكبير في مساعدة الوفد الجزائري خلال مفاوضات ايفيان. وأضاف السيد ولد قابلية أن هناك فراغا في مجال التعريف بهذه الشخصيات التي تستحق التعريف بها للأجيال الصاعدة نظرا لمساهمتها في استقلال الجزائر، لحفظ أسمائها ودورها في الذاكرة الوطنية والأرشيف الوطني، أمثال أونريكو ماتي الذي قدم دعما كبيرا للثورة ماديا ومعنويا، حيث افاد الوفد الجزائري المفاوض في اتفاقية ايفيان بعدة معلومات استغلها هذا الأخير كورقة رابحة، خاصة ما تعلق بالمعطيات المتعلقة بمجال المحروقات والنفط باعتباره مختصا في هذا المجال، لجعل الوفد الجزائري يتغلب على الوفد الفرنسي الذي حاول بكل جهده وطاقاته فصل الصحراء عن الجزائر لتجسيد أطماعه الاستعمارية المتمثلة في الاستحواذ على الثروات الطبيعية من غاز وبترول. فقد زود ماتي الجزائر بخرائط تتضمن مختلف المناطق والمواقع التي تتواجد بها هذه الثروات الطبيعية بالجنوب الجزائري لعدم تغليطه من طرف السلطات الفرنسية التي كانت تملك هذه الخرائط التي تبين مناطق تواجد المحروقات. وهو السياق الذي اقترح من خلاله المتحدث حفظ ذاكرة ماتي بمساهمة الشخصيات التي عرفته للإدلاء بشهادات حية حول دوره وتزويد المؤرخين بكل ذلك لكتابة التاريخ. وأكد السيد ولد قابلية في تصريح بمناسبة الملتقى الدولي حول ''أونريكو ماتي والجزائر'' الذي عقدته سفارة ايطاليا بالتنسيق مع المركز الوطني للأرشيف أمس بفندق الاوراسي بالجزائر أن أونريكو ماتي كانت له نظرة سياسية تجاه الجزائر وظل دائما يعلن مواقفه بصراحة بخصوص استقلال الجزائر التام، حيث كانت تربطه علاقات متينة بالحكومة المؤقتة ووزارة التسليح والاتصالات العامة ''المالغ'' للتحضير الجيد لملف مفاوضات ايفيان، كما كانت تربطه علاقات صداقة قوية مع عدة مجاهدين ومسؤولين في الثورة مثل أحمد بن بلة، صديق بن يحيى، وعبد الحفيظ بوصوف. وكان ماتي يحضر لزيارة الجزائر بعد الاستقلال لولا اغتياله في اكتوبر 1962 وهو الاغتيال الذي يتهم فيه البعض المخابرات الفرنسية بقتلها لماتي بسبب دعمه للثورة الجزائرية وعلاقاته مع قادتها، غير أن السيد ولد قابلية أكد أنه لا يوجد أي دليل يثبت ذلك، في الوقت الذي لم تستبعد فيه جهات أخرى حتى من داخل فرنسا هذا الطرح باعتبار أن دور ماتي في مفاوضات ايفيان المدعم للموقف الجزائري أقلق كثيرا السلطات الفرنسية ومنظمتها السرية التي اغتالت ما يقارب 103 شخصية أوروبية من أصدقاء الثورة الجزائرية. وهو ما أكدته العديد من الشخصيات الفرنسية التي اعترفت في عدة مناسبات وفي بعض الكتابات التاريخية بأنها كلفت بتصفية عدة أشخاص ممن ساندوا الثورة التحريرية. من جهة أخرى، أشارت السيدة برونا بونياتو أستاذة في العلاقات الدولية بجامعة فلورنس قامت بدراسة حول شخصية أونريكو ماتي بأن فرنسا وجهت تهما خاطئة لماتي، حيث اتهمته بتزويد الجزائر بالأسلحة والوقود وإدخالهما بطريقة سرية عبر الحدود التونسية، عندما علمت بأن ماتي تربطه علاقات جيدة مع الجزائر. كما قالت المتحدثة في كلمة ألقتها خلال هذا الملتقى بأن وجود فرنسابالجزائر خلال فترة استعمارها ظل يعيق ايطاليا في تجسيد سياستها والتعامل مع باقي دول العالم العربي. بسبب وجود الاستعمار في الجزائر.